يا سلام ... من منا لا يتذكر أول يوم له مع الانترنيت ؟؟ وأراهن أن معظمكم قد تعامل مع الانترنيت في الوهلة الاولى من خلال أول سيبير فتح أبوابه في الدرب , فقبل سبع أو ثمان سنوات ... أو لربما أكثر , لم يكن للموديمات والكونيكسيون بالمنزل وجود, حيث كان الجميع يضطر للتحنسر في السيبيرات التي كان يمكن عدها على أطراف الاصابع نظرا لندرتها ...( المهم بلا مانطول عليكم بقوة البلابلابلا )...
كنت أدرس في السنة الاولى من السلك الاعدادي عندما تفجر خبر ظهور أول سيبير في منطقتنا لينتشر كالوباء في المدرسة والحي بل وحتى في المارشي ,فقررت أنا وصديقتان لي بالمدرسة التفاريض على ساعة في غياهب ذلك العالم العنكبوتي الغريب , الذي كنا في ما مضى نكتفي برؤيته في الكتب والتلفاز , وقد كان لنا ذلك, حيث تعاونا على العشرة دراهم ( زمان كانت الساعة في السيبير بثمن البوكاديوس عشرة دراهم ) وتوجهنا الى السيبير مباشرة بعد خروجنا من المدرسة ...
لنصتدم بحشود متجمهرة من مختلف الاعمار شادة النوبة كأنها تنتظر أن تشد الدقيق, المهم دخلنا وجلسنا ننتظر نوبتنا , مضى الوقت ومضت ساعات الانتظار ونحن نحنزز هنا وهناك نكتشف هذا العالم الغريب , قبل أن تجلس بجانبنا فتاة مبوقصة في العشرين من عمرها تنتظر بدورها أن تشد بوسطا , فجأة يقترب منها شاب متفركس كأصحاب القعدة يبتسم لها وتبتسم له بدورها , ثم يمد يده في جيبه ويخرج ورقة يقدمها لها وهو يتمتم : هادا الكاراميل ديالي نتمنى تصيفتي ليا الكراميل ديالك " ثم يبتعد وهو يبتسم . لم نفهم انا وصديقتاي الستون , فما علاقة الكراميل أو الشكلاط بالورقة ؟؟ ...
فجأة يصرخ صاحب السيبر وهو ينادي علينا لنلتحق بالبوسط التي غادرها الشاب مول الكراميل , توجهنا الى البوسط وجلسنا حيث جلست انا في الوسط كوني كنت كانجيب النقط في مادة التكنولوجيا , عفطت على بوطون ديماري لورديناتور وانا اردد :" هادشي ساهل بزاف قريناه عند سي عمر مول التكنولوجيا " في حين ظلت صديقتاي يصبغنني بالكولورادو " واو راكي واعرة ... ناري راكي مسخوطة فهادشي ديال الانترنيت " ( ههههه حتى انا تيقت راسي لول) , وفجأة تظهر صفحة البيرو حيث توجد الايقونات . لم نعرف مالذي سنفعله بعد ذلك , ظللنا نفكر ونفكر قبل أن أقول بنبرة واثقة " راه ماجيناش نقردو " و امد يدي الى لاسوغي و الكلافيي , ظللت أخرمز وأخربق , أدخل هنا وأخرج من هناك قبل أن انجح في استخدام الراديو ( مازالا كانتذكر كانت اغنية شو مي دو مينين . ديال ليباسكتريت بويز ) ظلت مريم وخديجة منبهرتين بما توصلت اليه حيث واصلن تشجيعي... ومضى الحال على ماهو عليه , قبل أن يتبلوكا البيسي ( ديك الساعة كانت بانتيم تروا , خرمز غي شوية وهانتا وحلتي ) , وهنا شدتني الخلعة وأيقنت بانني قد قفرتها بالعلالي , ظللت أحاول جاهدة عتق الموقف عبثا , فلي عطاه الله عطاه , وهنا طلبت النجدة من صديقتاي , حيت قسمنا الكلافيي على ثلاثة أشطر كل واحدة تضغط على الشطر الخاص بها بكلتا اليدين , لعل وعسى شي وحدا فينا طيح في البوطون الصحيح , ظللنا نضغط ونعفط( بحال داك المشهد لي كايكون في الافلام ملي كايحاول الطبيب يعتق المريض كايضغط ليه على الصدر ) ...
وفجأة يباغثتنا مول السيبير وعلامات الغضب تغمر وجهه , نظر الينا في سخط ثم زمجر بصوته الفج :" اش كاديرو ؟؟؟ نوضو راه ساعتكم سالات " اقترب من الكلافيي وكليكا على بوطونين ليعود البيسي الى ماكان عليه ...
في حين خرجنا من السيبير بلا فائذة تذكر لايديك ولا يخليك . حتى من العشرة دراهم مابغاتش تصرط لينا كيف ضيعناها في الخوا الخاوي ...
وكما يقول الشاعر " الايام التي تدوز لا نلقى أبحالها ولو بالريق الناشف "