كتبت صحيفة (الخليج) الإماراتية، الخميس 5 ماي أن ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش الحمراء "استعادت بهجتها وفرحها بعد الاعتداء الإرهابي الغادر"، الذي استهدف مقهى أركانة السياحي مخلف عددا من الضحايا الأبرياء مغاربة وأجانب.
وأشارت الصحيفة في مقال نشرته في عددها الصادر اليوم في ركن (الأسبوع السياسي)، إلى أن ساحة جامع الفنا مع توالي الأيام والساعات "عادت إلى سابق عهدها من الفرحة والمرح، مانحة لزوارها من كل الأجناس والجنسيات، هذا الخليط العجيب، الذي يمكن تسميته بإكسير الحياة" .
وأضافت (الخليج) أن اسم مدينة مراكش الشعبي، الذي يحيل لدى عامة الناس ب(البهجة)، "دليل على قدرة هذه الحاضرة على تجاوز الضربة الإرهابية الغادرة، التي اختار لها فاعلوها من أيادي الإجرام أن تكون ضربة دموية في وضح النهار".
وأشارت اليومية الإماراتية إلى أن الواقع العملي يفيد بأن "المغاربة جميعا والمراكشيين على وجه الخصوص، خرجوا سريعا من هول الفاجعة، ليبدأ حراك آخر، تجسد في مسيرات عيد العمال، وفي زيارة العاهل المغربي محمد السادس إلى مسرح الجريمة ولفترة طويلة على مدى، حوالي 40 دقيقة، في محيط التفجيرات وفي عيادة الجرحى".
وأضافت أن رد المغرب على هذا الاعتداء الشنيع تمثل في "بعثه رسالة أقوى من رسالة الإرهاب، رسالة التمسك بالخيارات التي اختطها الشعب المغربي، والتشبث بمسلسل الإصلاحات السياسية والدستورية، التي انطلق قطارها اليوم، ولا يمكن إيقافه في محطة خلاء".
وذكرت اليومية أن كل من زار مدينة مراكش "لابد وأن تكون له ذكريات في مقهى (أركانة)، التي سافرت في ألبومات زوارها عبر العالم لأنها تميمة الساحة التاريخية جامع الفنا، وفيها مر عشاق ونسجت صداقات، وجلس كبار المشاهير في العالم يحتسون شايهم ويتأملون مشهد الساحة في الصباحات و في الظهيرة الحارة".
وسجلت أن (مقهى أركانة) الذي يعود بناؤه إلى سنوات السبعينات هو "قبلة لمشاهير العالم في الفن والسياسة الذين يتوافدون على مراكش بالنظر إلى موقعه المتميز وسط ساحة جامع الفنا، من أبرزهم الكاتب الإسباني خوان غويتيسولو شبه المقيم في مراكش، والذي تربطه علاقة خاصة بالساحة، كما أن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني وجاك شيراك الرئيس الفرنسي السابق والفكاهي الفرنسي من أصل مغربي جمال الدبوز، هم من العشاق الأوفياء لهذا الموقع التاريخي والسياحي العريق".