أردت أن أطرح موضوعا للنقاش رغم أن مكانه القسم الرياضي الذي يحظى بنسبة قليلة من الزوار.
لا زلت أحاول بيأس إيجاد تفسيرات منطقية تصب في إتجاه هذا التأخير السلبي في تعيين مدرب يقود المنتخب الوطني في الفترة الحساسة المقبلة، وكأن الأمر يتعلق بإختراع قنابل ذرية وليس بقرار رياضي بحيث لا يحتاج كل هذا الوقت للتفكير،المعادلة بسيطة وواضحة، فكل ما نريده مدربا يملك مقومات خصوصية المرحلة بإعتبارها مرحلة بناء وأعادة الهيكلة،مدرب كفء له من الكاريزما للتعامل مع محيط المنتخب الوطني بكل تناقضاته وإختلافاته وجبهاته المتناحرة كأنها ملوك طوائف...محيط فشل مدربون عالميون من طينة أولئك الذين تتقاطر أسماؤهم بالعشرات على مسامعنا...قد يعجزوا في فك طلاسيم منتخب يملك لاعبوه كل علامات التألق على المستوى الفردي لكن أداءه الجماعي وروح المجموعة المفقودة أفقدت كل المدربين صوابهم حتى بسيرهم الذاتية الزاخرة بالإنجازات والمرصعة بنجوم الإشادة والإعتراف...مدرب عالمي أو مدرب درجة ثانية أو مدرب سلطة لا يهمني لأنني لا أومن بهاته التصنيفات لأن العمل هو المقياس الوحيد للنجاح، فالتجارب أثبثت أن نجاح مدرب مع فريق أو متنخب ما، لايعني بالضرورة نجاحه مع منتخب أو فريق آخر، لأن المناخ والظروف وأرضية العمل والثقافة وكل المتعلقات تختلف، فلست أرى طائلا من الجري وراء مدربين من العيار الثقيل يزنون ذهبا وأسماؤهم لوحدها تثير الرعب من طينة هدينيك غيريتس أرغوانيس أو غيرهم، فلو كنا نستخلص الدروس والعبر، ونتعلم من تجاربنا السابقة لاستنتجنا أنه ليست الأسماء من تصنع الإنجازات، وعديدة هي الأمثلة التي تتناسل، فالأهم هو شخصية المدرب ومدى تلاؤمه مع المحيط، لذلك لا يوجد داع لهذا المسلسل الدرامي التركي الذي تجاوزت حلقاته حد المعقول، فليس الشخص المطلوب رجلا خارقا في طور التصنيع والتركيب حتى نعيش كل هذا الملل الفارغ، ونحن مقبلين على تصفيات مصيرية ستجمعنا بالجزائر المونديالية على بعد أشهر قليلة، لايبدوا أنه بهذه العشوائية ستحمل لنا خيرا، فالإنتظار حتى نهاية يونيو أضاع علينا مباريات ودية مهمة.
لأن المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة بناء فريق وطني جديد وشاب، وهذا لن يتأتى بالنوم في العسل، والإستحقاقات القادمة تفرض التحرك بدل هذا السبات القطبي والتطمينات الواهمة التي تستلبد الجمهور المغربي...
لأن خوفي كبير على المستقبل لأن تحضير مرحلة حساسة في التاريخ الكروي المغربي كهاته يتطلب التوقف عن التلاعب بالوقت، وهذا الطابور الطويل من الإنتظار ليس في صالحنا، وواهم لو ظن علي القاسي وباقي الرفاق في مدرسة التخبط أن في تمهلهم خير، بل على العكس سيغرقنا ذلك في دوامة الركض القاتل لتعويض الزمن المهدور هباء، وهو شيء ستكون عواقبه وخيمة من دون شك!!!!!!
إذن هو مسلسل طويل يبدو أن مخرجيه أرادو لحلقاته أن تطول أطول مما طالت فترة حكم الملك لويس الرابع عشر...
فإذا كان ملف صغير مثل ملف المدرب الوطني يستغرق أشهر عديدة، فكم من الوقت والزمن سنضطر للإنتظار لنبصر الإحتراف والتأهيل الذي هلكونا به؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟