الحمد لله وكفى وصلى على سيدنا محمد النبي المجتبى وعلى اله وصحبه اهل العفاف والتقى وبعد السلام عليكم ورحمة الله ايها الاحبة الافاضل هذه بعض من نوادر الحمقى و المغفلين
دخل احدهم على عروة بن الزبير يعوده لما قطعت رجله لالم اوجب عليه فعل ذلك من اكلة اصابتها فقال اقطعت رجلك قال نعم قال جيد قال اوجعك شديد قال نعم قال جيد ثم قال لا تغتم فانك لو رايت ثوابها لتمنيت ان الله قطع
رجليك ويديك واعمى بصرك ودق صلبك فكان مصاب عروة بعائده المزيد في نكده اكثر من مصابه مما قطع من رجله
ودخل اخر على مريض يشكو من راسه فقال لاهله لاضير اذا رايتم المريض هكذا فاغسلوا ايديكم منه
وعاد احدهم مريضا فقال ما بك قال وجع الركبة قال ان جريرا ذكر بيتا ذهب عني صدره وبقي عجزه وهو
وليس لداء الركبتين دواء فقال المريض ليت عجزك ذهب كما ذهب صدره
وعاد اخر مريضا فقال لاهله اجركم الله فقالوا انه لم يمت بعد قال يموت ان شاء الله
وعاد اخر مريضا وما اكثر الحمقى فلما خرج قال لاهله لا تفعلوا في هذا كما فعلتم بالاخر مات وما اعلمتموني
وعاد اخر مريضا فلما هم بالخروج قال لاهله احسن الله عزاكم فقالوا انه لم يمت قال قد عرفت ولكني شيخ كبير لا استطيع النهوض في كل وقت واخاف ان يموت فاعجز عن المجيئ لاعزيكم به
وعاد رجل الشعبي فابرم ثم قال له ما تشتهي قال اشتهي ان لا اراك
وعاد اخر مريضا فقال له ما تشتكي قال وجع الخاصرة قال والله كانت علة ابي فمات منها فعليك بالوصية يا اخي فدعا المريض ولده وقال يا بني اوصيك بهذا لا تدعه يدخل علي بعد هذه
قيل لاحد الحكماء ما حد الحمق قال هو قلة الاصابة ووضع الشيئ في غبر الموضع الذي وضع له
وقيل هو فقدان ما يحمد من العقل
قيل اوحى الله تعالى الى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وعلى كل عبد مصطفى اتدري لم رزقت الاحمق قال لا يا رب قال ليعلم العاقل ان طلب الرزق ليس بالاجتهاد
قال الشعبي اذا اراد الله ان يزيل عن عبد نعمته فان اول ما يغير منه عقله نسال الله السلامة
وصدق الشاعر حين قال
لكل داء دواء يستطب به الا الحماقة اعيت من يداويها
قال احد الحكماء لا تطلب حاجتك الى احمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك فسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه وموته خير من حياته
ونختم بهذه الدرة الثمينة من احد الحكماء قال صحبة العاقل في لجج ابحار واهوال القفار
الذ من صحبة الجاهل بين جنات وانهار والوان اطعمة وثمار والسلام عليكم ورحمة الله