اعزاء الكرام لقد سبق لي ان وعدتكم بتتمة الموضوع بالاجابة على الاشكالية المطروحة والمتجسدة في الاسئلة التي سبق ذكرها .... ولا بأس ان نذكر بها حتى يعم الفهم لمن لم يطالع التحرير السابق ...
ما الذي فعلناه بحق هذا الحب حتى صرنا نضعه في موقع المسألة؟...
اي نحس أتانا حتى جعلنا العنصر النابض بالحياة في اجسادنا طرفا في هذه المعادلة الخرقاء ؟...
الجواب عن هذه الاسئلة هناك اسباب كثيرة وسأحاول ان اختزلها او بالاحرى ان الخصها فيما يلي ..
اولا / غياب البرمجة الحكيمة والتخطيط المعقلن بعدما اضحى المحبونوهم يقبلون على الزواج. يتعلون بحبال من الاماني . تشرنق رؤسهم ثم ما تلبث أن تعدم حبهم ..
نعم هكذا افهم انا طغيان الماديات عندما اضحى الواحد منا يجازف بحبه وهو يلتزم ببرنامج حياتي يفوق امكانياته المادية بكثير. قبح الله المظاهر ....
ثانيا / تأجيل المشاريع الهامة وليس اهم منها في حياة الشخص من الزواج بدعوى تكوين النفس . وغيرها من الاماني التي نقولها باللسان فقط خوفا وتهربا دون ان نأخد عامل الوقت بعين الاعتبار . فتضيع سنوات العمر هدرا .. جريا وراء السراب . وما يلبث معها أن يشيخ الحب ويهرم . وحتى ان عاش يكون المطاف وصل به الى ارذل العمر ...
ثالثا / اخبارنا النكدية التي صارت لا تطالعنا الا بالمآسي وكأن الاعلام ما وجد الا لتغطية البشاعة المقنطة . صرنا مثلا نسمع أرقاما وتقارير جوفاء عن تأخر سن الزواج أو كدا رقم ومعدل بجفاف يخيف كل المحبين .. فصار الهم عند الكثيرين هو الفوز " برجل " أو "امرأة" قبل فوات الاوان . وبعد ان يمر زمن قد يكتشف كلا الطرفين الاخر ... وما اقسى الاحساس الذي ينبؤ بأنك لا تحمل شيئا في قلبك للشريك .ولو لم يكن الحب حيا بيننا لما انتابنا هذا الشعور ....
رابعا / كم من الاحلام بيننا ونحن صغار ؟ كل واحد يتذكر السؤال الشهير ..." ماذا تريد أن تكون في المستقبل ؟ " .
ولنتذكر كم كانت أمانينا كبيرة ... " سأكون ربانا . سأكون طبيبة. سأكون لاعب كرة القدم كبير ... لكن كم من كتب له أن يصير كما تمنى وهو صغير ؟ ...
قلة قلبلة بتأكيد لكن أغلبنا نسي حلم الصبا.... وانخرط فيما هو مشتغل به .
رضي أم لم يرض هذا الحلم مثله تماما يتكرر لدى الكثيرين والكثيرات ...يتعلقون بفارس الاحلام او فارسة الاحلام ...الذي قديأتي او لا يأتي . وتضيع فرص حقيقية لأشخاص يمتلؤون بهم حبا ... حتى اذا استفاقوا من الحلم كانت الصدمة ... وادركوا بعد رحيل العمر انهم كانوا يطاردون خيط دخان ...لأن فرسانهم ليس لهم عنوان .... زما اصعب ان تهوى شخصا بلا عنوان !
هذه أفكار فقط ...وعندما يطرح كل شخص هذا السؤال على نفسه وهو يتأمل وجهه في المرآة " هل مازال قلبي يهتز حبا في لحظة من اللحظات ؟ " يعلم انه مازال انسانا .... كفانا سلخا للذات وتجنيا على القلب ... لنتواضع ارجوكم ولنعترف جميعا بلسان كوكب الشرق " اما وانت ظلمنا الحب .." ...
شكرا لكم اخوكم الحر