لقد أبدع المولى عز وجل في خلقه, و أحاط بعلمه كل شيء
و تتجلى عظمة الخالق في كل ما يحيط بنا, من أبسط الأشياء و صولاً إلى الكون
فخلق الارض و سخرها لتكون المأوى و المعاش للبشر
و أحاط هذا الكوكب بنظام غاية في الدقة بما يضمن له الاستمرارية و بقائه كمكان قابل للحياة.
قال تعالى :
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)
البقرة: 204-205
لقد لهث الانسان وراء جشعه و أطماعه و دفعته أنانيته إلى محاولة العبث بأنظم هذا الكوكب
فعاث في الأرض فسادًا
غير واعي لنتائج ممارساته التي أصبحت تشكل تهديدًا للأرض و من عليها
من بين هذه التهديدات
ظاهرة الإحتباس الحراري
يجمع معظم العلماء و الاختصاصيين أن ظاهرة الإحتباس الحراري
تشكل خطرًا كبيرًا على النظام البيئي لكوكبنا
و لقد استدلوا على هذا بالتطورات و التغيرات البيئية الغير مسبوقة التي تعرفها الأرض
نتيجة النشاط الصناعي الذي تعرفه البشرية
و من بين هذه التغيرات :
إرتفاع درجات الحرارة و تقلص مساحة الجليد في القطبين
و كثرة الاعاصير و الامطار الطوفانية
لكن في المقابل
هناك من يقول أن كل هذا غير صحيح
و الهدف من إثارته هو كبح النشاط الصناعي لبعض الاقتصاديات العملاقة
و لعل رفض بعض هذه الدول التوقيع على إتفاقيات للحد من الانبعاثات الغازية
خير دليل على ذلك
و امام هذا الجدل الحاصل بين الاقتصاديين و الساسة و بين العلماء
سنحاول في هذا العدد التطرق إلى هذه الظاهرة
و محاولة فهمها الفهم الصحيح بنقاش علمي محض
قد تكون البيئة اخر ما نفكر فيه في عالمنا العربي امام التحديات الاخرى التي تواجهنا
لكني اعتقد انه من حقنا ان نخوض في قضية الاحتباس الحراري
لأننا لا نسكن في كوكب اخر فنحن نقتسم نفس الكوكب مع غيرنا و نتقاسم الاخطار أيضا.