«طوفت» فرقة أمنية بفاس، صباح يوم أول أمس الثلاثاء، عصابة متهمة بتنفيذ عدة اعتداءات على مواطنين بغرض السرقة، على عدة أحياء بالمدينة، وهم شبه عراة ومقيدو الأيدي وسط حراسة أمنية مشددة.
وتحول أحد عناصر الطاقم الأمني 208 بالمنطقة الأمنية الثانية إلى «براح» يخبر ساكنة هذه الأحياء بنبأ إلقاء القبض على أفراد هذه المجموعة, التي أورد مصدر أمني أنها نفذت في اليوم ذاته، وقبل إلقاء القبض عليها، عدة اعتداءات في كل من حي «مونفلوري» وتجزئة المامونية وحي النجاح وحي النرجس.
وظل الأفراد الأربعة للمجموعة، طيلة عملية «التطواف» التي دامت ما يقرب من الساعتين، مقيدي الأيدي. وخلال العملية «زار» هؤلاء كلا من حي مونفلوري وطريق صفرو وحي النجاح وعوينات الحجاج، قبل أن يتم اقتيادهم عبر سيارة «السطافيط» وسط حراسة أمنية مشددة، إلى ولاية الأمن لإنجاز محاضر لهم، قبل تقديمهم في حالة اعتقال إلى النيابة العامة بمحكمة الاستئناف.
وكان عدة مواطنين قد تقدموا بشكايات إلى ولاية أمن فاس تتحدث عن تعرضهم لاعتداءات وسرقات، وقدموا أوصافا للمعتدين. واستنفر والي الأمن، محمد عروس، عددا من رجاله وتم إعداد خطة أمنية لإسقاط هذه المجموعة التي تمت مطاردة عناصرها في اتجاه مقر جامعة فاس، حيث تم إلقاء القبض على زعيمها بالقرب من الحي الجامعي سايس، فيما تمكنت الفرقة الأمنية 208 التي يرأسها رئيس المنطقة الأمنية الثانية، المعروف باسم «بولحباش»، من اقتناص عنصرين من المجموعة داخل إحدى كهوف منطقة ويسلان. أما العنصر الرابع فقد التقط في إحدى قنوات الوادي الحار بالمنطقة ذاتها. وعثر رجال الأمن بحوزتهم على عدة هواتف نقالة ومبالغ مالية استحوذوا عليها في صباح اليوم نفسه.
وتتبعت حشود من المواطنين عملية «تطواف» عناصر المجموعة التي قضى «زعيمها» ما يقرب من 15 سنة سجنا قبل أن يفرج عنه في الآونة الأخيرة. ووصفت المصادر الأمنية أعضاءها بأصحاب السوابق العدلية الخطرة، قائلة إنهم يمارسون السرقة تحت التهديد بالسلاح. وجلهم ينحدرون من حي سيدي بوجيدة، وهو من الأحياء الشعبية المجاورة لفاس العتيقة. وتعد عملية «تطواف» المتهمين بارتكاب أعمال سرقة أو اعتداء على ممتلكات الغير بمثابة «عرف» قديم في المدينة العتيقة بفاس. وكانت ساكنة هذه المدينة تلجأ إليه لـ«فضح» أي منحرف كي لا يعود إلى انحرافه، وكي يكون عبرة لآخرين كي لا يسقطوا في نفس الفخ. وعادة ما يتم تكبيل المتهم قبل أن يطوف على مختلف أزقة المدينة العتيقة التي كانت تضج بحركة التجار سواء المحليين أو القادمين من مناطق أخرى لاقتناء سلع فاس. ولجأت ولاية الأمن إلى إحياء هذا العرف لإخماد حركة احتجاجات تطفو بين الفينة والأخرى وسط الساكنة بسبب ارتفاع وتيرة الاعتداءات والسرقات.
وكان عدد من تجار وساكنة المدينة العتيقة، في نهاية الأسبوع الماضي، ينهون ترتيباتهم لتنظيم مسيرة احتجاجية في اتجاه ولاية الأمن للتبليغ عن حالة «انفلات» جديدة في أزقة وحارات فاس القديمة. لكن عددا من المسؤولين المحليين أقنعوهم بالعدول عن الفكرة، وفي المقابل، تم تكثيف دوريات الأمن بالمدينة. واعتمدت ولاية الأمن، في إطار خطتها الجديدة، مقاربة «التطواف» للحد من ظاهرة الاعتداءات، وذلك إلى جانب مشروع «كاميرات» المراقبة التي تستعد ولاية الأمن، بالتعاون مع المجلس الجماعي، لتنصيبها في جل شوارع المدينة وأحيائها كإجراء وقائي للتخفيف من هذه الظاهرة.