منتدى المغاربة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
كانت حياتي قبل أن تخونني
كانت حياتي قبل أن تخونني Sansre7y

 

 كانت حياتي قبل أن تخونني

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ismail
عضو نشيط
عضو نشيط
ismail


عدد المساهمات : 428
تاريخ الميلاد : 29/08/1988
العمر : 36

كانت حياتي قبل أن تخونني Empty
مُساهمةموضوع: كانت حياتي قبل أن تخونني   كانت حياتي قبل أن تخونني Emptyالجمعة 13 نوفمبر - 13:28

الانتحار ... الانتحار ... الانتحار
كلمة ظللت أكررها طوال حياتي –, لقد قررت أن انتحر , نعم سيكون الانتحار مصيري , هل ستكفرونني ؟.. لا يهم ... هل ستتهمونني بالجنون ؟.. لا يهم ... كل ما يهمني الآن هو الخلاص , هي النهاية , لقد جمعت ما تبقي لي من ذكريات ودخلت إلي حجرتي وبدأت نبش الذكريات , تلك صوري التي تصورتها طوال حياتي , وتلك أوراقي التي جمعتها منذ مولدي إلي الآن – عندما نظرت اليها شعرت بمدى غبائي لقد رأيتني في معظم الصور باسماً , ضاحكاً , رأيت أمي تحضنني بعطف وضحكتها الجميلة تملأ وجهها , شعرت الآن بمدى شوقي إليها وكرهت غبائي في معاملتي لها , وكرهت والدي الذي بسببه لم يطول عمر أمي أكثر من ذلك , نظرت إلي صور والدي نظرة حقد وغل , هو ينظر الآن ضاحكاً يملئوه الحب الظاهري , كم كان ظالماً , كم كان أنانياً , لم أكرهه يوماً , ولكنه كرهني من يوم مولدي ولا أعلم سبباً لذلك , نظرت إليه , حادثته , لماذا لا يجبيني , هل لأنه أصبح الآن مجرد صورة , لا أدري , هل لأنه أصبح الآن في دنيا أخرى , لا أدري , كنت أود أن يسمعني , كنت أود أن يسمع توسلاتي إليه عندما أمرني أن أدخل كلية الطب , توسلت إليه , قبلت قدميه , "يا أبي لا أريد أن أكون طبيباً" لم يستمع إلي توسلاتي , كنت أطمع أن يسمع توسلاتي عندما أمرني بالزواج من تلك المتكبرة المجنونة ليس لسبب سوى ذلك الموقف السخيف الذي وضعني القدر به , كنت أود أن يستمع إلي توسلاتي عندما رأيته يقتل أمي أمام عيني ... "يا أبي أمي لم تفعل شيئاً ... يا أبي لم يكن هذا الرجل سوى مدرسي الخاص ... يا والدي كيف تتجرأ وتقتل أمي" – كنت وقتها في المرحلة الابتدائية , وكانت أمي جميلة , رشيقة , متألقة , وكان أبي يغار عليها بشدة , كان يحتفظ بها كما يحتفظ بكنوزه التي كان قصرنا الفاخر يمتلأ بها , كان اليوم الذي جاء إلينا مدرسي في المنزل , كنت مازالت صغيراً , كانت والدتي تستقبله سراً , وكنت أنا أنتظره خائفاً ككل الأطفال في سني , ولكنه كان يأتي والحب يملأ عينيه , كان أقرب إلي من والدي , كنت أشعر بأنه يحبني, فكم حادثتني أماه عن حبها القديم , , كانت تقول لي دائماً هذا الأستاذ يحبك كما يحبك أباك , كنت أشعر بحبه لي الذي يفوق حب أبي لي بمراحل , كان اليوم يوماً عادياً ذهب أبي ليدير أعماله الكثيرة , وجاء الأستاذ , رحبت به أمي أشد ترحيب , بدأنا الدرس , لم يمر أكثر من ربع الساعة وانتهى الدرس , تركت أستاذي وأمي وخرجت , جلست في غرفتي لأستذكر ما تحصلت عليه من معلومات اليوم , سمعت صوت أبي يصرخ , سمعت صوت أمي تترجي , سمعت صوت أستاذي يهدد , نزلت درجات السلم بهرولة , وصلت إلي الغرفة , استمعت إلي أبي وهو يذكر كلمة الخيانة كثيراً , وأمي تبرأ نفسها وتذكر له أن من معها هو أستاذي , رأيت أبي يخرج سلاحه ويصوبه ناحية أمي , توسلت إليه كثيراً , قبلت قدمه , قبلت يديه , حاولت أن أرجعه , ولكنه لم يستمع إلي وفي لحظات كانت أمي قد انتهت أمام عيني وأبي الذي كان قبلها يغدق علي بالهدايا أصبحت من يومها كما لو كنت عدواً له , وبعدما تخلص هو من الأحكام التي حوكم بها لقتله أمي , علمت بعد ذلك بأنه جمع أربعة شهود واتهم أمي بالزنا الذي كنت وقتها لا أعلم أنه وصمة عار ستلازمني طوال حياتي , تزوج أبي بعدها من صديقة أمي التي كنت أظنها تحبني وتحب أمي من قبلها .
تبدّلت الحياة من بعدها , أصبحت أعيش في جناح الخدم بقصرنا , أصبح الخدم هم أهلي وعائلتي , كنت أعمل طوال النهار وأذاكر طوال الليل وبعدما تخرجت بمجموع يؤهلني أن أدخل الكلية التي ظللت أحلم بها طوال حياتي وجدته يظهر مرة أخرى ليجبرني مرةً أخرى على دخول كلية الطب ليس لسبب إلا حبه للمظاهر الكاذبة , دخلت كلية الطب كما أراد ولا أنكر أن معاملته تغيرت معي , بدأ من وقتها يحاول أرضائي بشتى الطرق حتى شعرت أخيراً أن لي أباً أتوكأ عليه من غدر الزمان , حتى كان ذلك اليوم الذي استيقظت في غرفتي لأجد بنت زوجة أبي تعتصر جسدي وهي كاشفة عن نهديها , فزعت مما رأيت , حاولت أن أتخلص منها ولكنني فشلت , حاولت أن تقبلني , نهرتها , وجدتها تتقرب أكثر حتى تلاحمت أفواهنا , وبدأت الثورة التي كانت نائمة تستيقظ , حتى أنني قبلتها في معظم أجزاء جسدها الطري اللذيذ , كانت هي تتأوه بصوتٍ عالي لا أعلم له سبب حاولت أن أسكتها ولكنني فشلت , وكانت المفاجأة عندما رأيت والدي وأمها يدخلان علينا ونحن في وضعنا هذا , حاولت أن أوضح لأبي ما حدث ولكنه كان لا يفهم , وجدته يثور ويسبني بأمي , عندها لم أدري بما فعلت فقد كانت أول مرة أحاول أن أنهر والدي , وقتها تحدثت زوجة أبي ووجدتها تأمرني بأن أتزوج أبنتها وعندها تنتهي المشكلة , توقف أبي عن سبابه , وتوقفت أنا عن تهوري , وحاولت أن أصرخ وأقول لن أتزوج تلك الفتاة ولكن صرخاتي توقفت داخل حلقي ووجدتني عريساً وبجواري عروس وفي ليلة كبري تجمع فيها الكثير من المعازيم لينتهي بي الأمر أنا وتلك الفتاة في غرفة واحدة.
كانت حياتي مع تلك الفتاة باردة , فاترة , لا أتذكر أنني مارست معها الجنس سوى مرات معدودة , أما عنها هي فهي كانت كالخاتم في أصبع أمها التي كانت تحركها كما تشاء , أما عن أبي فقد زاد من حماقته وكتب نصف ميراثه لزوجته وأبنتها , لم أمانع في ذلك , استيقظت يوماً على صوت أبي وهو يوقظني من النوم أفقت من نومي وأنا أشعر بالخوف يتملكني ماذا يريد هذا الرجل أكثر من ذلك , حدثني في البداية عن تاريخ أمي وما فعلته مع أستاذي , وأخبرني ولأول مرة أن هذا الأستاذ كان يحب أمي قبل أن يتزوجها وأن أمي خانته وأنها تستحق القتل –لم أحتمل ما سمعت وقررت التخلص من حياتي , أخذت مجموعة من الأقراص المنومة توقعت أن أموت , ولكن هذا لم يحدث , روحت في النوم , ولا أدري ما حدث بعدها , ولكنني أفقت على صوت زوجة أبي تقول:
- طول حياتي يا بنتي وأنا أغار من تلك المرأة ... لقد أخذت كل شيء وأنا لم أأخذ شيء ... أخذت الجمال , أخذت المال , وأنا لم يكن لي حظ في هذه الدنيا ... كانت تحب قبل هذا الرجل , وكنت أنا صديقتها الوحيدة , جعلتها تطمئن لي , وتحكي لي عن قصة حبها لهذا الرجل حتى طمأنتها لفكرتي الشيطانية التي اقتنعت بها بسهوله هي الأخرى , وكان الرجل يأتيها يومياً بحجة دروس هذا الفتى حتى جاء اليوم الذي قررت أن أنهى فيه هذه المهزلة فقمت بالاتصال بالزوج المخدوع وبعدها انتهى كل شيء وأصبحت أنا مالكة كل شيء ... وانتصرت على تلك المرأة ولن أهنأ حتى أأخذ ذلك القصر من ذلك الشاب فهو لا يستحقه وأنتي يا صغيرتي ما تستحقي هذا القصر , وسأظل على عهدي حتى أدمر هذا الشاب ووالده لأننا الأحق بكل ذلك .
كدت أجن وأنا أستمع إلي تلك الكلمات , ماذا يحدث , هل أمي بالفعل خائنه , هل أمي كانت تستحق القتل , لم أقتنع بما قالت , وكل ما طرأ بتفكيري في تلك اللحظات هي قتل الجميع قبل أن يقتلونني , تكونت الفكرة في عقلي تماماً وبدأت مرحلة التنفيذ من الآن.
الليل , والسكون يملآن المكان , المنزل بمن فيه نائمون , صحوت من غيبوبتي التي أصبحت مفتعلة , وجدتني وحيداً في غرفتي جمعت ذكرياتي وجلست أشاهدها لأخر مرة في حياتي , أمسكت صور أمي ورجوتها أن تهنئ في قبرها بعدما أنتقم لها من هؤلاء , دخلت أولاً على زوجتي التي كانت نائمة , أمسكت بسكين وطعنتها به في أنحاء متفرقة من جسدها , لا أدري كنت أشعر بنشوة كبري وأنا أرى قطرات الدم تتساقط من جسدها , لم تحرك ساكناً بعدها فقد كانت نائمة وها هي تستمر في النوم إلي نهاية العمر , دخلت بعدها إلي غرفة والدي , استيقظ أبي من غفوته ظل يسأل عن من دخل الغرفة , استيقظت هي الأخرى وظلت تسأل , أمسكت بسكيني العزيز وباغتها بطعنة نافذة في القلب ظلت تتأوه وأبي يصرخ بل وحاول أبي خنقي وحاول قتلي وسمعته يسب في سمعة أمي مرات ومرات , غلا الدم في عروقي , حاولت التخلص من قبضته , وأمسكت بسكيني , وطعنته في جزء لم أعلمه من جسده فلم أستمع في عتمة الغرفة إلا لتؤوه والدي بعدها وجدته يحدثني قائلاً :
- أنت ظالم يا بني ... أنا لم أظلم أمك ... لقد رأيتها في حضن ذلك الكلب ... يا ولدي أمك كانت خائنة , وأنت خائن مثلها .
أكمل أبي ما بدأه ولكن الموت ظل يحلق فوق رأسه
- أذهب يا مغفل واقرأ تلك الخطابات هي من أمك لذلك الرجل ... اقرأها جيداً , لتعلم بأنك ظالم وخائن مثلها .
أمسكت الخطابات وقرأتها , دارت بي الدنيا , تذكرت أمي وقتها , نعم أمي كانت تكتب تلك الخطابات , ولكنها كانت تكتبها لي , نعم كانت تكتبها لي , أمي كانت عاشقة , ولكنها كانت مخلصة , لم تحب يوماً على أبي , وكانت تكتب خطابات العشق جميعها لي , كانت تقول لي دائماً "الحب يا ولدي أسمى معاني الحياة فلا تبخل على حياتك به" كنت أعشق تلك الخطابات وهي تقرأها علي بصوتها الحنون الدافئ , كنت أحبها .
- فكيف قتلتها يا أبي؟!
كان هذا ما قلته لوالدي الذي الآم الاحتضار تفتك به , وجدته يتحدث بلسان أتعبه الموت :
- يا عبيط أمك لم تكتب تلك الخطابات إليك ولكنها كانت تكتبها لذلك الأستاذ ... أمك خائنه , خائنه , خائنه , لقد رأيتها بعيني جالسة مع ذلك الرجل , لقد رأيتهم جالسان وحيدان في غرفة واحدة فكيف تقول لي أنها لم تخونني , لقد تسرعت كثيراً في الحكم علي ... لقد حطمت بيديك ما جمعته طول سنين , أذهب فأنت ملعون في حياتك والممات .
قالها ولم أستمع لصوته من بعدها ... لقد رحل هو الآخر ... جلست وحيداً الدماء تملئ ملابسي , لم أفهم شيئاً , لقد قمت بعمل النهاية لكل ما يحدث , ولكنني لم أفهم شيئاً بعدما لممت ما لممت من الذكريات , دخلت إلي غرفتي مرة أخرى وبدأت في نبش الذكريات , رأيت صور أمي , هل هذا الوجه البريء الطاهر كان خائناً , لا أعتقد , صوت أمي يملئ أذني "لقد ظلمني والدك يا بني" , نظرت إلي صور والدي , كيف تجرؤ يا رجل أن تتهم أمي بذلك , كيف تجرؤ على ظلم أمي , وددت أن أقتله مرات بعد مرات , ولكن لماذا حتى الآن لم أنهى تلك القصة بنهاية من صنع يداي , لقد قتلت الجميع ولم يتبقي غيري , هل سأظل هكذا حتى أجن , انتشلت نفسي من تلك الأفكار , وجلست أدون كل ما حدث , جلست أكتب , وأكتب , وأكتب , حتى وجدت الخدم وقد بدئوا في التحرك في بهو القصر أسرعت في كتابة تلك المذكرات لتكون دليل إدانة لأبي , ولزوجته , ولأمي , ولنفسي أنا الآخر , أخذت نفس السكين , وأغمضت عيناي , و , و , لم يحدث شيء فقد عجزت يداي على فعل ذلك بنفسي , يا ألهي هل سأظل هكذا , لقد أرحتهم بيدي فكيف لا أستطيع أن أريح نفسي , سمعت من تقول :
- قتلتني يا مجنون .
من قال هذا نظرت خلفي وجدت زوجة أبي والدماء تسيل منها , أمسكت بالسكين وضربتها طعنات , وطعنات , لم تتأثر كثيراً بل وجدتها تضحك , وتضحك ثم اختفت تماماً , يا ألهي , ما كانت هذه , يا ألهي ماذا فعلت بنفسي
- هذا جزاء ما فعلته يا خائن.
لا ليس جزائي أنا , بل هو الجزاء العادل لما فعلتموه بي وبأمي , أذهبوا عني لم أعد أريد أن أراكم مرة أخرى , أستمع الخدم إلي , واستمعت إلي أقدامهم وهم يصعدون درجات السلم , أمسكت بسكينتي وحاول قطع شريان يدي ولكنني لم أستطع , قذفت السكين بعيداً وأغلقت الباب وظللت أصرخ , وأصرخ , وأصرخ , وجدت من يحاول الدخول عنوه إلي الغرفة حاولت المقاومة ولكنني لم أستطع , وأخيراً أنفتح الباب ووجدت الكثير والكثير من البشر , أصناف متباينة من البشر رأيتهم أمام عيني , لقد رأيت الخدم الذين قاموا بتربيتي عيونهم تمتلئ بالدموع , وكانت أمي واقفة تنظر إلي نظرة ماكرة وبجوارها ذلك الأستاذ , وجدت زوجة أبي بدمائها هي وأبنتها وينظران إلي نظرات متوحشة , رأيت أبي يمسك بذلك السوط الذي طالما رأيته يضرب به الخدم , وجدته يمسكه ويحاول ضربي به , وأخيراً رأيتهم بملابسهم السوداء يقفون ومعهم أسلحتهم , عندها لم يحتمل جسدي كل هذا وأعلن عن انسحابه من تلك المعركة أخذاً معه ما تبقى لي من عقل لأكمل باقي حياتي كمجنون في مستشفي للأمراض العقلية وتصبح قصة عائلتي حكاية تتواتر عبر الأجيال.
حمادة زيدان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الإمبراطور العسكري
عضو متألق
عضو متألق
الإمبراطور العسكري


عدد المساهمات : 2699
تاريخ الميلاد : 01/01/1956
العمر : 68

كانت حياتي قبل أن تخونني Empty
مُساهمةموضوع: رد: كانت حياتي قبل أن تخونني   كانت حياتي قبل أن تخونني Emptyالثلاثاء 17 نوفمبر - 11:46

لانتحار cheghlek hadak
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كانت حياتي قبل أن تخونني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المغاربة :: القسم الأدبي :: قصائد و خواطر-
انتقل الى: