هذه قصتي الحقيقية التي بدأت منذ عام ( 1997 ) لكنها لم تنتهي إلى الآن .
هي أغرب قصة وأقوى قصة ولا تضاهيها قصص الأفلام ولا حتى المسلسلات التي نشاهدها كل يوم .
1997
انا رجل بسيط جداً جداً جداً .. اعمل حلاق رجالي ولي مردودي الوفير والحمد لله .. رجل لا يعرف الحب ولم يذق طعمه آبداً ... تعرفت الى فتاة جميلة ليس بجمالها مثيل .. كان اسمها ( هدى ) .. هدى التي عشقتها بجنون تام .. هدى التي لن انساها مدى حياتي .
بدأت علاقتنا بكل جدية وتبادلنا الغرام والحب وتلامس اليدان .. دعوني اعترف لكم انني أمسكت يدها وحضنتها وقبّلتها بكل أحاسيس العشاق .. واستمرت علاقتي معها ثلاث شهور على التوالي ووقتها شعرت اني لا استطيع العيش من دونها وخصوصاً عندما قالت لي عبارة جميلة ( حبيبي .. ان رأيتني يوماً عروساً أجلس قرب رجل غيرك فاعلم انك تحلم لأنك لي .. لي أنا وحدي ولن يفرقنا سوى الموت )
وهذا ما شجعني على التقدم لطلب يدها وتمت الموافقة سريعاً ولكن قبل الخطبة بيوم واحد كانت المعجزة والمفاجئة التي لم اتوقعها آبداً .. لقد اختفت هدى ولم اعرف اين ذهبت لتتركني ابحث عنها .. اختفت والكل بدا يقول عنها خائنة ومتلاعبة وخصوصاً الأهل والأقارب والأصدقاء .. لكنني وقفت أمام هؤلاء كلهم في ان هدى تحبني ولا بد من وجود سبب مقنع لهذا الاختفاء الغريب والمفاجىء .
لم يكن اختفاءها يوماً أو يومان .. بل كان سنتان متواصلتان رأيت بهما العذاب .. من الصعب أن اشرح لكم حياتي بدونها ... وجدتها ضريرة عمياء لا ترى النور في حياتها .. والقصة ان هدى قبل خطبتنا بيوم واحد تعرضت لحادث سيارة مع والدها ومات والدها على اثر هذا الحادث وفقدت هي عيناها وأصبحت ضريرة لا ترى النور في حياتها ... كم عاتبتها لأنها أخفت الحقيقة عني ولم تكن ان تريد مني ان اعرف قصة مرضها لكي لا اتزوج منها لأنها تقول .. رجل مثلك لا يستحق الزواج من عمياء ... لكني كنت أقوى من كل شيء وقررت الزواج منها رغم مرضها والكل لامني ووقف ضدي وخصوصاً أهلي ( هل انت مجنون حتى تتزوج من عمياء ) والغريب ان هدى رفضت الزواج مني لأجل أن لا أدمر حياتي في زواجي من عمياء وكانت عنيدة في قرارها .
كانت هدى تحتاج الى عملية جراحية بنسبة إثنان بالمئة من النجاح والاغرب ان العملية تحتاج الى مبلغ كبير من المال ؟
لم تكن عائلتها تملك هذا المبلغ فلها أخ اسمه ( وحيد ) متخرج جديد من الجامعة بعد نهايته من دراسة الطب وقد افتتح عيادته وهو مديون للبنك ولها اخت اسمها ( ميثاق ) وهي في السنة الثانية لطب الأسنان ولا يوجد قرش واحد في دخل العائلة .
كانت هنا نقطتي الحاسمة لعلاج هدى ويجب علينا السفر لخارج البلد لأجل العملية لكني سمعت بطبيب سوري اسمه ( وسام ) وهو مقيم في فرنسا وقد جاء إلى سوريا لبعثة لمدة ثلاث شهور وهو طبيب مجتهد وأكد لي أن العملية ستنجح تحت يده مئة في المئة ولم يبقى لنا سوى اقناع هدى ... اقتنعت هدى لكني لا املك المال الكافي للعملية والوقت يمر ومضى الشهر الأول على وسام وبقي له شهران وما بقي أمامي سوى أن أبيع مصدر رزقي وهو صالوني الكبير وقطعة الارض التي أملكها ومجوهرات أمي ومع كل هذا كان ينقصني المال حيث أن أصدقاءي قد تبرعو لي لإكمال المبلغ لتكون النقود كاملة ولأكون أنا كما يقولون ( على الحديدة ) ولم يبقى معي ثمناً لعلبة سجائر وكل هذا يهون من أجل أن يعود النور لعيني هدى وترى الحياة من جديد ونتزوج ونحقق أحلامنا المنتظرة منذ سنين .
نجحت العملية وعاد النور إلى عيني هدى والسؤال : هل تعلمون ماذا جرى بعد عاد النور لعيناها ... فعلت كما لم يفعل الكافر بالمسلم .. فعلت ما لم يصدق أن يكون فعلة .. انها فعلة لا ممكن ان تكون فعلة عادية .. لقد هجرتني وتزوجت من الطبيب وسام ونسيت ما فعلت انا لها ورمت بي إلى نار العذاب والموت المحقق في دنيا الظلام ( ماذا فعلت لها حتى تفعل بي هذا ؟ ) ما هذه الانثى ؟ ما هذا الزمان الغادر ؟تعود آبداً إلى أرض الوطن لكنني قررت الانتقام منها لو كان آخر يوم في حياتي .
ما زاد الطين بلة أنه وبعد رحيلها بشهر واحد ألقت الشرطة إلقاء القبض علي بتهمة ليس لي بها سبب ولا أعلم ما فعلت حتى تحملني مثل هذه التهم .. ولبست التهمة وأنا بريء وحكموا علي بالسجن لمدة ( 25 ) عام ... السجن ارحم بكثير مما فعلته بي هدى .. لكني قررت ان اتحمل السجن لو مليون عام لكني حتماً سأخرج للانتقام منها .. ستمر السنين وستمر السنين .
رفضت كل الزيارات وانا داخل سجني وكان يزورني صديق واحد ومنه علمت ان هدى تتعذب في فرنسا وأن زوجها وسام كل يوم يضربها ويعيرها بحبها القديم لي وفوق هذا فهو عقيم وغير قادر على إنجاب الأطفال ولا يملك شيء من الرجولة وأنها لا تزال عذراء بعد مرور سنتان من سفرها .
تحملت السجن المرير الى ذلك اليوم وهو في نهاية عام ( 2004 ) وقد ثبتت براءتي وخرجت من السجن الى عالم جديد لا أملك به شيء سوى التفكير بالانتقام من هدى .
( نهاية الجزء ( 1 )
لا تزال قصتي تحمل جزء أهم من هذا بكثير وهو ينتهي في يومنا هذا الذي نعيشه
