- hajji soufiane كتب:
- :suspect:
باسم خالق كل شئ ,فالق الحب والنوى,جاعل الشمس والقمر حسبانا ,والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الأولين والآخرين ,سيدنا محمد ,على آله وصحبه اجمعين ,وم والاهم وناصرهم الى يوم الدين ؛.اما بعد ............
يشرفني قبل ان نشرع في هذا الموضوع ان أبعث ببرق ية تهنئة الى أعضاء هذا المنتدى ,بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء ,إلى سائر المغاربة اجمعين.وبعد,,.....مما لا شك فيه ان ظاهرة الوصف تطغى على قصيدة الشعر العمودي خصوصا في العصر الجاهلي,اذ يتبين ذلك من خلال تصفحنا للمعلقات ا,اذ نجد القصيدة تفتتح بالمقدمة الغزلية ,م وصف الراحلة ,الى ذكر الموضوع التي نظمت متأجله القصيدة, والإسلامي,ليأخذ الوصف منحى آخر مع العصر الأموي إذ تحول الشعر من ابداع بالصليقة الى تصنع وتكلف من اجل الدفاع عن القبيلة ,ومن اجل الإفتخار بالإنتساب اليها,وليس ادل على ذلك ,المشاحنات المشهورة بين جرير والأخطل والفرزدق ,ليصطلح عليه مصطلح الهجاء ,لكن مع سيطرة العباسيين على البلاد العربية ,أصبح للوصف مصطلحين يدلان عليه هما المدح والذم ,من أجل التكسب ,ونلفي من اشهر من عرف عنه ذاك,الشاعر اللبيب الحكيم بشعره,المصيب في قوله ,المفحم لشعراء جيله ,الطامع دوما بالحصول على الإمارة لنفسه,امام الشعراء,ورئيس الأدباء ,ابو الطيب المتنبي,شاعر دولة بني حمدان ,في حلب وماجاورها,والمتأمل في الخلق والكون وكل ما يتعلق بالحياة ,الشاعر الجهبيد ,الظريف في لغة شعره ,الغمض فيما يحمل من معانيه,ابو تمام الطائي شاعر بني العباس,والبحتري شاعر الخليفة المتوكل( الذي قتل غيلة),لكن بعد افول الدولة العباسية ,وظهور الإمبراطورية العثمانية في الساحة العربية -ونحن نعلم جليا ما بين الأتراك والعرب من عصبية-أصيبت العرب بنكسة أدبية خطيرة ,كان لها أبلغ الأثر في الجمود التي عاشته الحضارة العربية لمدة خمسة قرون .إلى أن ظهرت نخبة من اشعر الشعراء في زمانهم تلقوا ثقافة غربية ,دون ان تأثر على معتقداتهم ,ودون ان تموه لهم طريق الإرتقاء بالثقافة العربية ,من أمثال محمود سامي البارودي ,وأحمد شوقي ,ومحمود طه ابراهيم ,ليعود الوصف لمفهومه الاول في العصر الجاهلي(مفهوم معارضة القصيدة العربية :ويعني النظم على منوال الشعراء القدامى مع تغييرات طفيفة ,في المواضيع ,وفي الإيقاعات والتيمات.
إلا انه مع ظهور الإستعمار ,اتخذ الوصف وجهة اخرى ,تبين مدى معاناة المستعمرات المادية والمعنوية ,وهنا بدأ الغموض في طرائق الوصف ,ليتسع اكثر في عصرنا الحالي ,الذي انبثقت فيه معالم التكنولوجيا,واصبح من اللازم التمسك بعروبتنا وثقافتنا,اذ كلما تصفحنا قصيدة الا ونظن ان موضوعها مثلا هو وصف الطبعة ,لكن الواقع ليس كذلك ,اذ تجد موضوعها مختفي تماما ,لا يكشف غطاءه الا متفنن في مسألة التحليل,وخير مثال على ذلك هو قصيدة ابن نباتة المصري التي نعرضها كالآتي:
جسمٌ سقيمٌ لا يرام شفاؤه سلبت سويدا مهجتي سوداؤه
عجباً له جفناً كما قسم الهوى فيه الضنى وبمهجتي أدواؤه
يا معرضاً يهوى فنا روحي ولي روح تمنى أن يطول بقاؤه
ان ينأ عني منك شخصٌ باخلٌ روحي وما ملكت يديّ فداؤه
فلربّ ليلٍ شقّ طيفك جنحه والصبح لم ينشقّ عنه رداؤه
سمحاً يسابقني الى القبل التي قد كان يقنعني بها ايماؤه
ومضيق ضمّ لودراه معذبي ضاقت عليه أرضه وسماؤه
جسمان مرئيان جسماً واحداً كالنظم شدد حرفه علماؤه
أفدي الذي هو في سناه وسطوهِ بدرٌ وقتلى حسنهِ شهداؤه
قامت حلاهُ بوصفه حتى غدا متغزلاً في خده وأواؤه
حتام بين مذكرٍ ومؤنثٍ قلبي الشجيّ طويلة برحاؤه
وعلى الغزالة والغزال لأدمعي سيلٌ وأقوالُ الوشاة ِ غثاؤه
سقياً لمصر حمى بسيطٌ بحرهُ للواصفين مديدة ٌ أفياؤه
لو لم يكن بلداً يعالي بلدة ً بين النجوم لما ارتضاه علاؤه
أما عليّ المستماحُ فكلنا متشيعٌ يسري اليه ولاؤه
المشتري سلع الثناء بجوده وبهاؤه لعطاردٍ وذكاؤه
دلت مناقبه على أنسابه وحماهُ عن تسآل منْ لألاؤه
ذو الفضل من نسبٍ ومن شيمٍ فيا للهِ منبتُ عودهِ ونماؤه
والعود صحّ نجارهُ فاذا سرى أرجُ الثنا فالعود فاح كباؤه
والبيت حيث سنا الصباح عمودهُ وبحيث أخبية السعود خباؤه
واللفظ نثرٌ من صفات الحسن لا بيضاء روضِ حمى ولا صفراؤه
والجود ما لحيا الشآمِ عمومهُ فينا ولا في نيل مصرَ فناؤه
والرأي نافذة ٌ قضايا رسمهِ من قبل ما نوت الارادة َ راؤه
وسعادة الدارين جلَّ أساسها بمعاقد التقوى فجلَّ بقاؤه
من أسرة عمرية ٍ عدوية ٍ شهدت بفضل مكانها أعداؤه
من كلّ ذي نسبٍ سمت أعراقه يوم العلا واستبطحت بطحاؤه
قوم همو غررُ الزمان اذا أضا أمراؤه وزراؤه شعراؤه
ملأوا الثرى جوداً يزينُ ربيعه والجوَّ ذكراً تنجلي أضواؤه
فالجوّ تصدح بالمحامد عجمهُ والتربُ تنطقُ بالثنا خرساؤه
من حولِ منزلهِ الرجاءُ محلقٌ ومقصرٌ حمدُ الفتى وثناؤه
(يتبع.........)