ـ
من أشهر مقولات التيار النسوي والتي أطلقتها رائدته وأمه الروحية ( سيمون دي بوفوار ) ( لا تولد المرأة امرأة ولكنها تصبح كذلك ) و ( بوفوار ) هي الكاتبة الوجودية التي ارتبط اسمها بفيلسوف الوجودية ( سارتر) ، وهو المعني الذي تبلور أكثر اليوم في مفهوم ( النوع ) أو ( الجندر ) (أننا جميعا نولد كنوع إنساني لا فرق فيه بين رجل وامرأة ، ولكن طريقة التربية وما يفرضه المجتمع من صفات وقيود علي المرأة تحديدا تجعلها تصبح كائنا مختلفا أو امرأة ، فإذا قاومت ذلك منذ البداية ولم يفرض عليها المجتمع شيئا ستتحقق المساواة الكاملة بين الجنسين ).
منقوووووووووووووووووووووووووووول
إن أكثر ما يدهشني في تلك النظريات هو احتكار الحقيقة التي يمارسونها بتبجح ويرمون غيرهم بها ، فإذا كان هذا هو رأي بعضهن لأسباب خاصة ـ قد يكون من بينها نقص التكوين الأنثوي أو الشعور بالدونية تجاه الرجل ـ فلماذا يصرون علي أنه يمثل الجميع ؟ ولماذا لا يستمعون لوجهة نظر غيرهن من النساء ؟
تري المرأة المسلمة أنها ولدت امرأة مكتملة الأنوثة مختلفة اختلافا جذريا عن الرجل منذ لحظة خروجها للدنيا يقول تعالي علي لسان امرأة عمران في سورة آل عمران 35 ( فلما وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثي والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثي )
ولدت أنثي ويشرفها أن تكون كذلك ، فليس هناك أسوأ من تشبه جنس بالجنس الآخر ، وليس هناك أجمل من اكتمال صفات الأنوثة في المرأة لتصبح علي فطرتها التي خلقها الله ولا تشوه ذلك بمحاولة أن تترجل فتصير كالغراب الذي يقلد مشية الطاووس ، المرأة الحقيقية التي اكتملت أنوثتها في الخلق والخلق من أبدع وأجمل ما خلق الله سبحانه وتعالي وصور .
ولعل تسرب تلك المفاهيم العرجاء عن المساواة الكاملة إلي ثقافتنا هي من أسباب اختلال الموازين اليوم بين الرجل والمرأة ، ويوازي ذلك ويسير بمحاذاته أيضا انتشار الاهتمام بالشكل علي حساب المضمون ، المرأة الحديثة تهتم جدا بما يؤكد أنوثتها الشكلية من ملابس وزينة واتباع للموضة وفي الوقت نفسه تتصرف كرجل في سلوكها ونفسيتها ، وهذا من أهم أسباب الشقاق بين الزوجين خاصة الصغار منهم ،فقد اعتادت الفتاة أن تتصرف بعناد وتشبث بالرأي وتعتقد دائما أنها علي حق وتريد دفع الأحداث في اتجاه وجهة نظرها ، وعلي مستوي السلوك ينتشر في الفتيات اليوم الصوت العالي والجرأة في التصرف و تعبيرات الوجه المتجهمة الحادة ، وافتعال الخشونة في اللفظ والحركة وكأنها تري أن رقة وهدوء الفتاة موضة قديمة والجديد هو أن تتصرف كصبي غير مهذب .
الأنوثة ليست فستان وطرحة ، وليست رغبة في الزواج لمجرد الهروب من لقب العنوسة ، وليست اهتمام سطحي بزينة النساء ، ولا حتي مهارات المطبخ ، رغم أن كل ذلك هام جدا ولكن لا يكفي وحده ، الجزء الرئيسي والهام والذي يجعل لكل السلوكيات والمهارات الأخري أهميتها ومذاقها الخاص هو ( الطبع) أو الأنوثة الداخلية وليست المظهرية .
وأهم تلك الصفات ، الصوت الهادئ والوجه المريح ، المرونة والتكيف ، الحنان والرقة غير المفتعلة ، القدرة علي العطاء ، القدرة علي احتواء الزوج والأسرة ، وبعد الزواج القدرة علي استقبال معطيات الحياة واستخدامها بمهارة وحساسية وفن في نسج عش ذهبي هادئ تظلله المودة والرحمة ويمنح كل من ينتمي إليه الدفء الإنساني والحماية .
ليس معني ذلك أن تكون ضعيفة هشة عاجزة سلبية ، بل لابد أن تحيط بستانها بسياج القوة الحاسمة التي لا تسمح لغريب بالتسلل أو التطفل ،وأن يكون لديها قوتها الخاصة وصلابتها الفائقة التي تشبه صلابة الماسة ، رغم جمالها وتألقها إلا أنها صلبة لا تكسر ولا تخدش ، المرأة هي القوة الناعمة وحصن الأمان للأسرة كلها ونقطة ارتكاز البناء المجتمعي السليم .
فتاتي العزيزة عودي لأنوثتك بمعناها الحقيقي واعتزي بها واعلمي أن أفضل ما تقومين به هو أن تعيشي حياتك بفطرتك التي خلقك الله عليه ، وتذكري أنك ولدت امرأة .