تقف الحروف صامتة ..
يذهلها هذا التصحر الذي كسا كياني ..
بعد أن وقع صريعا في وجه ذاريات ..
أحالت أحلامه إلى كوابيس ..
و صنعت من دمع عيوني الباكية بشوق حار ..
غازا ساما ما أبقى للرئتين من مصير ..
فكل شهيق يؤدي إلى الإختناق ..
و كل زفير يطلق شظايا أضلاعي المتهالكة ..
و كلي يتخبط وجعا ..
يصارع طعنات الألم القاتلة ..
على أكف الحلم المتداعي .. الآيل للسقوط ..
ظنا منه أن ذات أكفه أرض رحيمة ..
تقي آلام السقم ..
أو أنها بلطف منها ستمنحه إغفاء الشفاء ..
غير أنها كانت سباقة لجلده بسياط من جفاء ..
حتى فاضت خلاياه دما ..
و نزف شهقات مكبوتة .. يرتد صداها مضاعفا ليسلبه ما تبقى من حواسه ..
و في زحمة لسعات السكون القاتلة ..
أخذ يستجدي القلم أن يحرر منه شظايا العتمة الحادة الحواف ..
غير أن الحبر باتت مصلوبة على جدار محبرة جفت ينابيعها ..
وغذا القلم أخرسا .. و شبه الحروف مشتتة على شرفات شفاه محمومة ..
فما كان منه إلا الإستسلام في عيون الموت الساخطة ..
و كتب قبل لفظ أنفاسه على شاهد لحده
هنا ترقد امرأة تحب ..
ماتت غرقا في بحر الهوى ..
و اختنقت بالجحود و الجفاء ..