لم تخل أطوار التحقيق مع المتابعين في ملف حركة «مالي» من طرائف ومفاجآت وأجوبة صادمة، حيث أقر أحد الذين شملهم التحقيق بأنه لا يؤمن بالله وأن قناعته هذه يضمنها له حق المعتقد. وحسب مصدر مقرب من أحد المتابعين، فإن أطوار التحقيق كانت متباينة في طريقة التعامل مع الأشخاص الذين تم الاستماع إليهم طيلة أربعة أيام متواصلة من استنطاقهم، حيث كان الاعتقاد السائد لدى أجهزة الأمن التي شاركت في التحقيق معهم أن الأمر يتعلق بأشخاص سيتجمعون بمحطة القطار المحمدية على أساس تحريض الناس على الإفطار في نهار رمضان؛ لكن بعد أن أجمع الأشخاص الذين تم الاستماع إليهم على أن الأمر يتعلق فقط بتنظيم نزهة إلى مكان قريب من المحطة وأن عملية الإفطار لن تكون على الصورة التي روّج لها، خفت حدة المعاملة القاسية التي عوملوا بها في بداية التحقيق.
ووفقا للمصدر ذاته، فإن أحد المحققين كان لديه التباس حول اسم المنظمة التي ينتمي إليها أعضاء حركة «مالي»، حيث كان يعتقد أن اسمها هو منظمة «فايسبوك» قبل أن يشرح له أعضاء الحركة أن الأمر يتعلق بمجموعة نقاش داخل الموقع الإلكتروني الشهير وليس بمنظمة.
المحققون استفسروا الموقوفين أيضا حول سر حضور الصحافة الإسبانية ونظيرتها الفرنسية بكثافة لتغطية أطوار الإفطار الجماعي في نهار رمضان بمحطة القطار المحمدية، وحول العلاقة التي تربطهم بصحافية إسبانية رافقتهم إلى منزل أحدهم، وحول ما إذا كانوا يتلقون أي دعم خارجي، وكذا حول ما إذا كانوا يدركون أن جهات مخابراتية أجنبية هي التي تقف وراء دفعهم إلى ممارسة مثل هذه التصرفات.طالب يدرس بشعبة الفلسفة بكلية الآداب ابن امسيك بالدار البيضاء صرح للمحققين بأنه تعرف على أعضاء المجموعة يوما واحدا قبل تنظيم عملية الإفطار الجماعي بمحطة القطار المحمدية انطلاقا من موقع «فايسبوك» الشهير وبأنه لما ذهب إلى هناك فوجىء بالكم الهائل من رجال الأمن الذين كانوا ينتظرون أعضاء هذه الحركة. لم يتوان المحققون الذين كانوا يتعاقبون على عملية استنطاق المتابعين في طرح أسئلة خاصة عليهم من قبيل ما إذا كانوا يقيمون علاقات خاصة وحميمية مع بعضهم البعض، في إشارة إلى ممارسة الجنس، وما إذا كانوا يؤمنون بالله أم لا، وما الذي يمثله رمضان بالنسبة إليهم، وما إذا كانوا يصومونه أم لا، حيث كان البعض منهم يتحرج من مثل هذه الأسئلة في حين لم يتردد الطالب الذي يدرس بشعبة الفلسفة بالدار البيضاء في الجهر أمام المحققين بأنه لا يؤمن بالله وبأن قناعته هذه لم يلزمه بها أحد، كما أنه لم يثبت يوما أن دعا أحدا إلى الإيمان بنفس القناعات التي يؤمن بها. ووفقا للمصدر ذاته، فإن مثل هذه الأجوبة كانت تلقى صدى طيبا لدى المحققين الذين تعاملوا معهم بروح إنسانية، حيث كانوا يقتسمون معهم وجبتي الفطور والعشاء، وحينما ينتهي التحقيق يفترقون بتبادل المصافحة والعناق الشديدين.
من جهة أخرى، أكدت خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن الصحافية زينب الغزوي، التي أشيع فيما قبل أن مصيرها مجهول، ثبت أنها مختفية بمحض إرادتها. وأوضحت الرياضي، في تصريح لـ«المساء»، أن شقيقة زينب المقيمة بفرنسا هي التي راسلت السفارة الفرنسية من أجل مساعدة عائلتها المقيمة في المغرب في التعرف على مكان وجودها وضمان الحماية لها، وأنها فعلت ذلك لما أبلغت من طرف أسرتها بأن خطرا ما يهددها.