خالد البرحلي: هيسبريس
بفرح غامر ودموع وقفت عند المقلتين وارتباك في ترتيب الكلمات، تحدثت السيدة نعيمة والدة الطفلة خديجة التي تبلغ من العمر أربع سنوات وتعاني من مرض تشمع الكبد عبر سماعة الهاتف مع "هسبريس" لتؤكد خبر تحويل 200 مليون سنتيم صباح اليوم الثلاثاء من فاعل خير إلى الحساب البنكي المخصص للتبرع من أجل إجراء عملية زرع كبد للطفلة المريضة بالخارج، وهو المبلغ المطلوب لإجراء مثل هذه العملية.
لم تتمالك الأم نفسها وهي تزف الخبر من وراء سماعة الهاتف إلى كل من وقف بجانبها في هذه المحنة ومكّن طفلتها من إجراء عملية جراحية قد تنقد حياتها من مرض طال وأنهك جسد الطفلة الصغيرة لسنوات.
"اليوم أشعر بإحساس لا يمكن أن أصفه لكم، غير أني أريد أن يشاركني في هذا الإحساس كل من تضامن مع طفلتي ماديا أو معنويا أو عبر مكالمة هاتفية" تقول السيدة نعيمة بصوت متحشرج فيه روح وأمل في الحياة لطفلتها. وتضيف "اليوم بدأت حياة جديدة.. كل شيء تغير اليوم.. لا شيء يشبه الأمس.. لا شيء أبدا" ثم تزيد في القول "طفلتي اليوم بخير.. حالتها مستقرة.. نعم مستقرة.. ستكون بخير أكيد.. يالله كم هو إحساس عظيم هذا الذي صنعتموه أنتم... شكرا لكم.. شكرا لهسبريس شكرا للفنان الرائع هشام بهلول الذي لن أنس فضله ما حييت.. شكرا للمذيع أديب من راديو بلوس.. شكرا لكل الصحافيين والفنانين.. شكرا لكل المغاربة.. وألف ألف ألف شكر لمن أنقذ حياة ابنتي بتبرعه لها بهذا المبلغ وتحية تقدير وافتخار به.. شكرا لكم جميعا.. صنعتم حياة جديدة لهذه الطفلة... شكرا.. شكرا.." قبل أن تقف الكلمات من شفاه أم خديجة التي أكدت في ذات الاتصال أن حالة طفلتها الآن مستقرة حيث توجد بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، حيث ستشرع العائلة بالتنسيق مع بعض الجمعيات لاختيار مكان إجراء عملية زرع الكبد من أجل إنهاء مأساة الطفلة خديجة..
انتهت إذن قصة معاناة طفلة عاشت لسنوات في ظروف صعبة.. انتهت القصة بنهاية سعيدة من خلال روح التضامن التي أبان عليها المغاربة.. كل المغاربة.