يقول ابن القيم عن الحب "الحب أوله هزل وعقده جد .وآخره حسرة ومعاناة .طعمه العذاب .وماؤه السهر.وعصيره الإشتياق.وسعادته حزن .من ابتلي منه بشيئ .فقد ذهبت عليه .وفقد راحة باله ."صدق والله فيما قال .فإن المحب لما يبتلى بشيئ منه .لا يغمض له جفن حتى يطمئن لمحبوبه .يعيش ليله ساهرا .ونهاره متأملا .يأكل ويشرب من عشق محبوبه.ترأف لحاله .حتىلو أنك لم تعرفه قط .يصاب بغيبوبة مستمرة كلما تذكر حبه .عندما تتلمس اواقع الذي يعيش فيه هذا الشخص تجد ان واقعه أضحى خيالا غامضا في الحلكة ما يجعل القلب حائرا والعقل جائرا والفم واجما .ماذا ننتظر ممن عاش نهاره غافيا وليله مستيقظا كيف له أن يعيش حياة هنيئة تغمرها السعادة والهناء .أما إن تلقى طعنة رمح ممن أحب .فالأمر أصبح أفظع وأخطر .حينها تصبح المسألة مختلفة .حينها يتضاعف العذاب .ويصير التفكير في المحبوب نارا زمهرير .تلففحه صباح مساء .تكويه بجمرها كل أثر منها يترك الشخص صداه على الجبال .كل لفحة منها تصليه أشد العذاب .وإن سولت له نفسه الخلاص منه .يصبح خينها معرضا للهلاك إن لم نقل .قد يصل به الامر إلى أن يعدم.في هذه الحالة التي يعيشها أخونا .تصير الحياة بالنسبة له مجرد لعبة يريد ان يلهو فيها ويلعب .يصبح مرها أهون عليه من حلوها.إنه لم يعد يفرق بين الموت والحياة.إنه أصبح يعيش مأساة حقيقية .لا أتمنى لأحد أن يعيش أبدا حالته المزرية .هل يعتبر هذا في نظركم حبا ؟هل هذا هو الحب الذي دافع عنه العرب .طوال فترات الععصور الماضية ؟أم ترتنا نعيش أزمة حب في أرض سقيت أتربتها بماء العشق .وتروت بملح العشق . وفاحت منها رائحة الصبابة .تغشى كل مكان .لكن إذا ما واجه أحد منا في المستقبل هذه الحالة المعقدة .مالذي سيفعل .أتراه يستسلم لجلاده.أم يقاوم ضرباته المتتالية ؟ما رأيكم ياإخواني فيما ترون ؟أرجوا أن يجد كل من قرأ هذه المقطوعة.أن يجد جوابا يقنع به الرؤى المختلف لكل عضو على حدة والسلام ..........................