ابن ءاجُرُّوم، كان جده داود أول من عُرف بهذا اللقب ومعناه بلغة الأمازيغ (الفقير الصوفي)، صاحب المقدمة المشهورة بـالاجرومية، وصفه شُرّاح مقدمته كالمكودي والراعي وغيرهما بالإمامة في النحو. ولد بفاس، ودرس فيها، وقصد مكة حاجاً مروراً بالقاهرة حيث لبث مدة ودرس على النحوي الأندلسي أبي حيان محمد بن يوسف الغرناطي وحظي بإجازته. في مكة عاش زمناً وألّف مقدمته الآجُرّومية، وعندما عاد إلى فاس لازم تعليم النحو والقرآن في جامع الحي الأندلسي إلى أن مات.
اشتهر ابن آجُرُّوم بالتقوى والصلاح ووصفه معاصروه بأنه كان فقيهاً أديباً رياضياً، إماماً في النحو ومتبحراً في علوم أخرى منها التجويد وقراءة القرآن الكريم.
توفي في شهر صفر الخير، ودفن داخل باب الحديد بمدينة فاس. قال الكفراوي في حاشيته: حكي أنه ألف متن الآجرُّومية تجاه البيت الشريف، وحكي أيضا أنه لما ألفه ألقاه في البحر وقال (إن كان خالصا لله تعالى فلا يبلى) وكان الأمر كذلك.
اشتهر بكتابه «المقدمة الآجُرُّومية في مبادئ علم العربية» أوجز فيه كتاب «الجّمَل في النحو» لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحق الزجّاجي في خمسة وأربعين ومئة باب تناولت أبواب النحو والصرف والأصوات والضرورات الشعرية، وهي مباحث سهلة الحفظ تتعلق بعلامات الإعراب وتصريف الأفعال وإعرابها وأنواع المعربات من الأسماء، فكانت أساس الدراسات النحوية في زمنه، وتأخذ بمبدأ الاختيار من المدرستين الكوفية والبصرية، مع أن ابن آجُرُّوم كان أقرب إلى مذهب الكوفيين على خلاف الزجّاجي الذي كان ميالاً إلى البصريين.
طبعت المقدمة عدة طبعات في البلاد العربية وفي روما ولندن وباريس ولندن وميونيخ مع ترجمات إلى اللاتينية والفرنسية والإنكليزية والألمانية.
كتب ابن آجُرُّوم عدة مصنفات كما ألّف جملة أراجيز في القراءات والتجوبد. منها شرح لمنظومة الشاطبي «حرز الأماني ووجه التهاني» التي اشتهرت بالشاطبية نسبة إلى صاحبها، وسمّى ابن آجُرُّوم أرجوزته هذه «فرائد المعاني في شرح حرز الأماني» وعرفت بشرح الشاطبية.