الحمد لله الذي أنزل على عبده الفرقان الفارق بين الحلال والحرام ،
والسعداء والأشقياء، والحق والباطل ، وجعله برحمته هدى
لناس عامة و للمتقين خاصة من ضلال الكفر والمعاصي و الجهل الى نور الايمان و التقوى والعلم
أما بعد :
..........
سلام الله عليكم و رحمته تعالى و بركاته :
عندما أسمع ذلك الحديث أو أراه أو أقرأه أو أتذكره .. و الذي نفسي بيده لئن يعجز لساني عن وصف حالتي..
تخشع أعصابي و برتعش بدني و تنقطع جوارحي ويكأنها ساعة موتي ..!!
مهما أصف لن أصف ذلك الوصف المحير .. كيف لا وهو حديث سيد المرسلين المصطفى الأمين
صل اللهم و سلم عليه تسليما كثيرا ..
أكيد أعلم أن كل قول أو فع قام به الحبيب المصطفى هام جدا و هادف طبعا ..لكن ذلك الحديث خاص جدا
و يعبر عن أمور لا تعد و لا تحصى .. قد تتساءلون ما هو هذا الحديث ..اليكم :
وبدأ الوجع يظهر علي الرسول صلى الله عليه وسلم
فقال :أريد أن أزور شهداء أحد
فذهب إلي شهداء أحد ووقف علي قبور الشهداء
وقال : ( السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إن شاءالله بكم لاحقون، وإني ان شاء الله بكم لاحق)
وأثناء رجوعه من الزيارة بكي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟
قال: ( اشتقت إلى اخواني)
قالوا : أولسنا إخوانك يارسول الله.
قال : ( لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يرونني)..
اللهم سدد خطانا ..
بعد التأمل في الحديث الشريف نقتطف آخر عبارتين "هم الذين لم يرونني و يؤمنون بي "
تلك العبارتين لها تأثير لا متناهي .. بعد التدبر و التأمل ..أفكر بعمق كبير :
هل أنا ممن أشتاق اليهم رسول الله صلوات ربي و سلامه عليه و ان كنت أنا .. هل أنا أخاه
و ان كنت أخاه سأكون معه في الجنة و في رضوان الله و هذا مما لا شك فيه ..
طبعا وذاك حلم حياتي و مماتي ..
يعود ذلك التفكير .. نأتي للعبارة الأولى "لم يرونني" طبعا لم أرآه ..و لكن بيت القصيد
في الشطر الثاني .. هل أؤمن به .. ذلك ما يجعل الجبين يندى ..
أما أن أؤمن به قولا .. فذاك بنعم و شيئ مؤكد لكن
هذا الايمان القولي يجب أن يطابقه العمل و الا ما أفلحت ..
و كيف أعمل ؟؟؟ فذاك مفتاح حله في قوله عزوجل : "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة "
أفكر الأسوة ما معناها ...؟؟ يقال أنها القدوة ..نعم و لكن هنالك فرق بينهما
أما القدوة فهي بأن تقتدي بانسان حيث تأخذ عنه بعض الصفات
أما الأسوة فهي أن تتأسى بانسان حيث تأخذ عنه كل فعل و قول ...
و هل تأسيت بحبيب الله صلوات ربي و سلامه عليه ..!!
هل منا من تأسى بأعمال و أقوال المصطفى الأمين ..
هل كان الرسول ليرضى عنا و نحن في هذه الحال ..
كيف يشتاق الينا و نحن لم نحبه و لو أن أحببناه لتأسينا ..
سأل أحدهم رسول الله صلوات ربي و سلامه عليه: متى الساعة؟فقال : وماذا أعددت لها؟ قال:
ما أعددت لها كثير صلاة ولا كثير صيام إلا إني أحبك، فقال المصطفى الأمين : أنت مع من تحب.
نظرة الى حالنا .. الى أعمالنا .. الى أحبابنا .. ينزل الدمع على الخد و البال في تحير شديد
بالله عليكم .. هل من متأمل .."اشتقت الى اخواني"..
أي عبارة تلفظ بها فمه الشريف و هو الذي لا ينطق عن الهوى ..!!
عندما يشتاق اليك أي انسان تفرح فما بالك برسول الله و حبيب الله
و هو الذي قال فيه "وانك لعلى خلق عظيم"
....
ان أردنا شوقه فعلينا بحبه .. و لن نصدق في حبه الى أن نتأسى بأفعاله
و الا ...
اللهم اجعلنا نقتدي بسنة نبيك الحبيب المصطفى و سدد و ثبت خطانا
فأنت الودود الغفور ..