الشيخ اسامة بن لادن
هو الشيخ اسامة بن محمد بن عوض بن لادن، مؤسّس وزعيم منظّمة القاعدة التي توصف بأنها من المنظّمات الإرهابية. قامت الولايات الامريكية المتحدة بتوجيه الإتّهام المباشر لأسامة بن لادن لتسبّبه في أحداث 11 سبتمبر 2001 والتي أودت بحياة 2992 شخص. هو على رأس قائمة المطلوبين في العالم ومكانه غير معلوم حتى هذه اللحظة.
وُلد بن لادن في الرّياض في المملكة العربية السعوديّة لأب ثري وهو محمد بن لادن والذي كان يعمل في المقاولات وأعمال البناء وكان ذو علاقة قوية بعائلة آل سعود الحاكمة في المملكة العربية السعودية. ترتيب أسامة بين إخوانه وأخواته هو 17 من أصل 52 أخ وأخت. وتنحدر اسرة بن لادن من حضرموت في اليمن. درس في جامعة الملك عبدالعزيز في جدّة وتخرج ببكالوريوس في الإقتصاد والإدارة (ويُقال الهندسة المدنية) لتولي إدارة أعمال شركة بن لادن وتحمّل بعض من المسؤولية عن أبيه في إدارة الشّركة. بعد وفاة محمد بن لادن والد أسامة، ترك الأول ثروة تقدّر بـ 300 مليون دولار.
ثروته وعلاقاته مكّنته من تحقيق أهدافه في دعم المجاهدين الأفغان ضّد الغزاة السوفييت في العام 1979. في العام 1984، أسّس بن لادن منظّمة رعويّة وأسماها "مركز الخدمات" لدعم وتمويل المجهود الحربي للمجاهدين الأفغان. دعمت هذه المنظمة كلّ من باكستان والعربية السعودية وتلقّت الدّعم المادّي والتّدريبات العسكرية والأمنية من هاتين الدولتين بل وتلقّت التّدريبات العسكريّة من جهاز المخابرات الأمريكيّة حسب تقرير محطّة الـ BBC الإخباريّة.
في العام 1988، بلور بن لادن عمله في أفغانستان بإنشاء سجلات القاعدة لتسجيل بيانات المجاهدين، وانضم اليها المتطوّعون من "مركز الخدمات" ذوي الإختصاصات العسكرية والتأهيل القتالي. وأصبحت فيما بعد رمزاً لتنظيم المجاهدين. بإنسحاب القوّات السوفييتيّة الغازية من أفغانستان، وُصف بن لادن بالبطل من قبل العربية السعودية ولكن سرعان ما تلاشى هذا الدّعم حين هاجم بن لادن التواجد الأمريكي في السعودية إبّان الغزو العراقي للكويت في عام 1990 بل وهاجم النظام السعودي لسماحه بتواجد القوات الأمريكية التى يصفها بن لادن "بالمادية" و "الفاسدة" وأسفر تلاشي الدعم السعودي بفرار بن لادن الى السودان في نفس العام وتأسيس بن لادن لمركز عمليات جديد في السودان. ونجح بن لادن في تصدير أفكاره الثورية الى جنوب شرق اسيا، الولايات المتحدة، افريقيا، وأوروبا. وبعدها غادر بن لادن السودان في العام 1996 متوجّهاً الى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة "طالبان" التي كانت تسيّر أُمور أفغانستان والمسيطرة على الوضع في أفغانستان. وهناك أعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية.
في العام 1998، تلاقت جهود بن لادن مع جهود ايمن الظواهري الأمين العام لمنظمّة الجهاد الإسلامي المصرية وأطلق الرّجلان فتوى تدعو الى قتل الامريكان وحلفاءهم أينما ثُقِفوا وجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام. بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وجّهت الولايات المتحدة أصابع الإتهام إلى بن لادن والقاعدة. أثنى وبارك أسامة منفذي العمليات. في ديسمبر من العام 2001، تمكّنت القوات الأمريكية من الحصول على شريط فيديو يصوّر بن لادن مع جمعٌ من مؤّيديه يتحدّث في الشريط عن دهشته من كميّة الخراب والقتلى التي حلّت بالبرج وأن الحصيلة لم تكن بالحسبان بل فاقت توقّعاته. إذا سلّمنا بصحّة الشريط، فلا نقدر إلا أن نقول أن لـ بن لادن علم مسبق بالحدث وتفاصيله.
لايزال أسامة بن لادن متواري عن الأنظار ومن غير المعروف إن كان لازال على قيد الحياة.و لكن من حين لآخر، تظهر أشرطة مرئية و صوتية له مخاطبا فيها المسلمين و العالم أجمع متحدثا عن قضايا الساعة مما يؤكد أنه ما زال على قيد الحياة.
توارى زعيم تنظيم القاعدة عن الانظار بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان ويعتقد ان اسامة بن لادن لايزال مختبئً في المنطقة الجبلية لأفغانستان والمتاخمة للحدود الباكستانية. وفي شريط مرئي بثته قناة الجزيرة في 30 اكتوبر 2004، برر بن لادن ولأول مرة سبب إقدام القاعدة على توجيه ضربة موجعة لمبنى التجارة العالمي، فقد علل بن لادن الضربة بعدما طفح الكيل بالمسلمين من إقدام اسرائيل على اجتياح لبنان عام 1982 وماتشهده الساحة الاسلامية من انتهاكات اسرائيلية حيال الشعب الفلسطيني. واستدرك ان الرئيس الامريكي مخطئ بتفسيرة ان القاعدة مناهضة للحرية ووضح خطأ الرئيس الامريكي بعدم مهاجمة القاعدة للسويد على سبيل المثال التي تتمتع بأكبر قدر من الحريات.
قد تكون شخصية أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة غير مرغوبة لدى البعض, ولكن لا يمكن تجاهل تواجد هذه الشخصية واهميتها في هذا القرن وفي الصراعات الحالية التي يشهدها العالم.