بدأ المغرب يعيش هاجس الخوف من التلوث البيئي ومخاطره على محيطه، ولضمان بيئة سليمة ولخلق توازن طبيعي يضمن له أمنه وسلامته، ارتأى خلق ميثاق وطني مرجعيته الأساس: "أن التنمية المستدامةلا يمكن عزلها عن الانشغالات البيئية..." وحيث أن تحقيق أهداف هذا الميثاق، وان كان يقع بالدرجة الأولى على السلطات العمومية ،الا أن كل مواطن أصبح مطالبا أن يكون على وعي تام بالتزاماته وبالجزاءات المترتبة عن اخلاله بها من أجل تكريس ثقافة الحفاظ على أمنه البيئي....
وماذا عن أمنه الفكري؟
فالتلوث الفكري .. لايقل خطراً على المواطن المغربي من التلوث البيئي .. لأن ( المغرب ) على وجه الخصوص .. , أصبح اليوم قبل أي وقت مضى مهددا في فكره وعقيدته أكثر من بيئته...
بحيث أفرز مجموعة من الملوثات الفكرية ،التي لا تخدم شبابنا المغربي على الاطلاق، فأصبح بذلك شبابا سطحيا في تفكيره، سفسطائيا في منهج حياته، متعصبا في آرائه، عقيما في جدالاته، متماشيا مع تيار طالما وافق أهواءه وغرائزه ...
تحت غطاء العمل الخيري والعمل الجمعوي يتم زرع أفكار ملوثة بعقل المواطن المغربي،تارة بنشر التبشير وتارة بنشر الفكر الشيعي مما يهدد عقيدة المغاربة وأمنهم الفكري...
ولأن محاولات تنصير أطفال وقاصرين مسألة لا بد من التوقف عندها ،بحكم أن المغرب يمر بظروف اقتصادية واجتماعية حرجة، وهي قد تدفع بعض ضعاف الايمان للوقوع في شراك التنصير، خاصة مع تزايد حلم الهجرة نحو الغرب في أوساط الشباب، كما ساهمت شبكة الانترنت في انتشار العديد من المواقع التبشيرية على صفحاتها تدعو للنصرانية، اضافة الى من يدعو المغاربة الى التشيع على خلفية أن أصل المغاربة شيعة ويرجعون قولهم ب :"أن المولى ادريس كان يتبنى المذهب الشيعي على خلفية أنه وجد في عملة الدرهم آنذاك مكتوب لفظة "علي" الى جانب اسمه،علما أنه حسب ردود بعض المؤرخين تبين أنه ادعاء كاذب وما لفظة "علي" الا اعتزار من المولى ادريس بنسبه وشرف ال البيت ليس الا ...
ومن هذا المنطلق بما أن المراهقين والشباب مولعون بالبحث في شبكة الانترنت، فقد تكون للأمر هنا خطورته،ولن يوقفها آنذاك لا طرد اجباري ولا مصادرة كتب أو مطبوعات تزرع الفرقة وتشجع على الردة ؟
فكيف نحمي شبابنا من خطر التلوث الفكري؟
يحتاج الأمن الفكري الى تضافر جهود المؤسسات التربوية والتعليمية والاعلامية ،من أجل تحصين عقول شبابنا من أفكارأجنبية مشبوهة ،باعتباره يعد من مقوماتالتنمية المستدامة والرقي و النهوض على صعيد الفرد والمجتمع ،وتعزيزا لهذه الأهداف فالمغرب مطالب اليوم دولة ومؤسسات ومجتمع مدني الى خلق ميثاق وطني لحماية أمن شبابنا الفكري يكون من أبرز أهداف هذا الميثاق:
1. الإسهام في تنمية ثقافة الأمن الفكري والاهتمام به على كافة الأصعدة.
2. إنجاز دراسات حول الظواهر والممارسات المنافية لمفهوم الأمن الفكري كالأفكار التي تتبنى التشيع والتنصير و العنف والإرهاب مذهبا.
3 . الإسهام في وضع حلول عملية لمعالجة الأفكار المنحرفة والتيارات المخلة بالأمن الفكري( مصادرة المطبوعات، طرد المبشرين، محاربة التغريب والأفلام الهابطة والاباحية التي تزعزع قيم ومبادئ الشباب المغربي...)
4. تقويم الدراسات والمشاريع والبرامج المتصلة بالأمن الفكري .
5 .تنمية وتطوير قدرات الباحثين وطلاب الدراسات العليا في المجال نفسه.
6. خلق أوراش للتحسيس والتوعية والعمل على محاربة كل الأفكار المشبوهة والعمل على زرع الفكر التنويري الصحيح.
7.تشجيع المنتوج الوطني ومحاربة الأفلام المدبلجة التي تشجع على الاباحية وزرع افكار ليست من صميم هويتنا ولا عاداتنا ولا أعرافنا.
ومن أجل رؤية واضحة غايتها تحقيق الريادة محليا ودوليا في دراسات الأمن الفكري، يسعى الميثاق المغربي من خلالها لأن يكون سباقا ورائدا في دراسة أنجح الطرق لبناء المفاهيم الصحيحة والتصورات السليمة،المؤدية الى تحصين فكر أفراد المجتمع المغربي من الأفكار المشبوهة والمنحرفة التي تهدد أمنه وازدهاره.
الأمن الفكري يستهدف قضايا العقيدة والجنس والشذوذ وجميع التغيرات الاجتماعية الصحيحة والفاسدة ويقوم على تقييمها فيعزز الحسن منها ويحذر القبيح ... باعتباره حالة تشعر الفرد والمجتمع بالطمأنينة على ثقافته ومعتقداته وأعرافه ومكونات أصالته ومنظومته الفكرية المستمدة من مرجعيته الإسلامية التي تتخذ من منهج التعايش منهجا والتسامح سبيلا وحوار الثقافات طريقا ،فيصبح بذلك الأمن الفكري ذرعا واقيا مخافة أن تصاب أفكار شبابنا بالتشويه أو التشويش أو الاختراق أو الضبابية أو التعتيم.
إنها الحالة التي تجعل كل مواطن مغربي جبلاً شامخاً لا تستطيع رياح الشبهات ولا العواصف الكفريات ولا الأعاصير النفاقيات ولا البدع الضلالات من شرقيات أو غربيات أن تهزه أو أن تنال من ثباته على قيمه ومبادئه،فالأمن الفكري ليس مجالاً لتلاعب المتلاعبين ولا لعبث العابثين من أنصاف المتعلمين أو أرباعهم أو أدعياء التفكير والتنوير،أو حتى المتملقين والوصوليين...
ألسنا اليوم بحاجة الى ميثاق وطني لحماية أمننا الفكري من مخاطر التلوث الفكري أكثر من حاجتنا الى الحفاظ على أمننا البيئي؟
لا تتصوروا مدى غضبي عند مشاهدتي في الأولى المغربية و فضل شاكر يغني ب 44 مليون سنتيم من أجل المحافظة على البيئة و أكيد كل من رأى هذا الرقم يتساءل ألا نستحق هذه الأموال لبناء مراكز إيواء عديد الأطفال المتخلى عليهم و زيد وزيد
نحن بحاجة اليوم الى الاستثمار في مفهوم الانسان ،باعتباره المادة الخام للتنمية المستدامة،وأن يكون من أولوياتنا وصميم انشغالاتنا هو المواطن المغربي ومن تم بيئته ومحيطه "علالالاش كنسبقوا العصا قبل لغنممم"...
بالله عليكم كيف نطالب مواطنا بزرع شجرة ،و"السيليسيون" غشى دماغه؟ ، ونطالبه برمي الأزبال في أكياس القمامة وعقله حجبته قمامة" أين أبي " والأفلام المدبلجة الهابطة؟ كيف نطالبه باحترام بيئته ، ونحن نطلق العنان لدعاة يفتون بفتاوى ما أتى الله بها من سلطان من زواج القاصرات الى جواز شرب الخمر للمراة الحامل...؟ كيف نطالبه بتنظيف شارعه وشوارع الدار البيضاء و مراكش وباقي المدن المغربيةملئى بالثمالى والسكارى من أطفال الشوارع ضحايا التفكك الأسري والتهميش والاقصاء ؟ كيف نغيب احترام كرامة الانسان وحقه في الحياة والعيش الكريم ونطالبه باحترام بيئته؟الحصووووووول الهضرة كثيرة والسكات حسن ،وختاما لا يسعني الا أن أناشد أصحاب الضمائر الحية علي أجد أذانا صاغية:
"معا من أجل ميثاق وطني لحماية شبابنا ....من التلوث الفكري"
ولا غايجي نهار لي غادي تفيقوا تلقاو فيه كلشي ولاَ مسيحي وشيعي وتركي...والبكا مور الميت خسارة.