الهواتف النقالة.. إنها في كل مكان.. في الشوارع.. في المنازل.. في الجيوب.. في التلفاز.. الكل أصبحت لديه هواتف نقالة، من أعجز العجائز الذين قاربوا القبر، إلى أصغر (برهوش/مفعوص) في الشجرة العائلية.
نحن نتبارى لشراء أحدث الموديلات، وبعضنا يتخلى عن أشياء ضرورية أخرى في سبيل أن لا يكون هاتفه النقال أقل من هاتف أخيه أو صديقه أو رضيع الجيران. فأصبح الجميع يبحثون عن الهاتف الذي يقوم بكل شيء: من إرسال الرسائل والمكالمات إلىى إطلاق الصواريخ النووية عابرة القارات.
كل هذا لا يهمني في شيء ولا يضرني بشيء ما دمت لم ألد بعد (برهوشا/مفعوصا) بدوري يطالبني بشراء آخر الأقمار الاصطناعية بالسوق. مشكلتي الأساسية مرتبطة بهذا الجهاز البسيط الذي لا ينفك يرقص بجيبي بمناسبة أو بدون مناسبة.
أصبح الهاتف النقال هو خوفي المرضي رقم واحد..
أكره أن يرن الهاتف حينما أكون مستلقيا مساء بالمنزل.. أكره أن يرن الهاتف حينما أكون في الكلية.. أكره ان يرن وأنا أقود دراجتي.. أكره أن يرن وأنا لا أفعل شيئا.. باختصار صرت أكره أن يرن الهاتف وكفى.. اكتفيت من كم المصائب التي يأتي بها، ومن التغيير المرعب للخطط الذي قد تسببه مكالمة واحدة..
لقد أصبحنا في زمن يمكن للجميع فيه أن يصل إليك حتى لو لم تحب ذلك!
شخصيا أصبحت أتجاهل الهاتف عمدا، أو أضعه في الوضع المثالي : "صامت”.. لا شيء يمنعني من رميه في أقرب مزبلة إلا كوني مرتبط باحلى فتاة ... وكون تخلصي من هاتفي سيشكل عائقا في التؤاصل مع من احبهم و بالاخص ....
لأسباب كهذه لا أزال أحتفظ بهذا المرض العضال في جيبي..
ماذا عنكم؟