ظاهرة الإسقاط النجمي أو الخروج عن الجسد
تتمثل ظاهرة الخروج عن الجسد في عملية شعور الشخص بأنه خارج جسده الفيزيائي، ويدرك ذلك بوعيه الكامل.
هذا الوعي الذي يرافقه أثناء خروجه، و يبقى الجسد وراءه في حالة غيبوبة أو نوم عميق !.
أي أن عند خروجه من جسده ، يبقى محافظاً على قدرته على الإدراك ، و التفكير ، و حرية التصرّف و اتخاذ القرارات المناسبة حسب كل حالة !. كل هذه الميزات ترافق الشخص أثناء خروجه عن جسده أو قيامه بالإسقاط النجمي !.
يشعر الخارجون عن جسدهم بأنهم يستطيعون التنقّل بحرية من مكان إلى آخر ، و يمكنهم الانتقال إلى أماكن بعيدة عن موقع أجسادهم الفيزيائية ، و يدركون مشاهد و أحداث كثيرة ، و يستطيعون حفظ تلك المعلومات في ذاكرتهم و العودة بها إلى جسدهم الفيزيائي !.
ويمكنهم أن يتحركوا بسرعة تفوق سرعة الضوء إلى أي وجهة يريدون، ومنهم من يتجول بالقمر ومنهم من يسافر إلى مجرات بعيدة جدا عن مجرتنا ويتجول بين نجومها الكبيرة العملاقة قبل أن يعود إلى جسده في فترة قصيرة!
غالباً ما تحدث هذه الحالة بشكل تلقائي ، دون معرفة مسبقة من الشخص . خاصةً الذين يكونون في حالة مرض خطير أو غيبوبة أو على حافة الموت !.
لكن بنفس الوقت ، يتمتع بعض المتصوفين و الروحانيين و الشامانيين بهذه القدرة ، و يمكنهم استنهاضها بأي وقت يشاءون !.
الإسقاط النجمي
عرفت ظاهرة الخروج عن الجسد منذ فجر الإنسانية . و وردت في مراجع قديمة من جميع أنحاء العالم القديم .
و صف المصريون القدماء عملية الخروج عن الجسد بأنها انفصال الجسم الخفي من الجسم المادي ، و أطلقوا عليه اسم " با " .
الطقوس التي تعتمد على أساطير " ميثرا " المنبثقة من الديانة الزردشتية ، نادت بعملية الخروج من الجسد .
ذكر أفلاطون في جمهوريته ، حادثة خروج " أر " من جسده .
سقراط ، بليني ، بلوتونيوس ، و غيرهم من المفكرين القدماء ، جميعهم وصفوا في كتاباتهم حالات مختلفة من الخروج عن الجسد .
ذكر بلوتونيوس ، في مناسبات كثيرة ، حول خروجه عن جسده و الارتفاع إلى أعلى .
وصف بلوتارش ، في العام 79م ، حالة خروج أريدانيوس من جسده .
كتاب الأموات ، عند كهنة التبت ، يصف جسم غير مرئي ، متطابق في مواصفاته مع الجسم المادي ، يسمونه " باردو " ، يمكنه الارتفاع من الجسد و الانفصال عنه .
تعترف الديانة البوذية ( الماهايانا ) بوجود جسم أثيري آخر مترافق مع الجسم المادي .
ذكر الصينيون القدماء عن إمكانية حصول الخروج عن الجسد بعد جلسات التأمّل .
الشامانيون المنتمون إلى جميع القبائل في العالم القديم و حتى الحديث ( في سيبيريا ، و أفريقيا ، و هنود الأمريكيتين ) ، يعتمدون على عملية الخروج عن الجسد من أجل الحصول على معلومات غيبية .
عبّر المستكشفون الأوروبيون الأوائل ( و المبشرون الدينيون ) في مراجع كثيرة ، عن دهشتهم حول قدرة بعض الأشخاص المحليين في أفريقيا و أمريكا اللاتينية على معرفة معلومات دقيقة عن أحداث و مواقع تبعد مئات الأميال عن موقع جسدهم !.
بعض الأبحاث و الدراسات الشخصية :
" مارسيل لويس فوهان " ، ( 1884م 1917م ) ، قام بتوثيق جميع رحلاته التي قام بها خارج جسده . و اتخذت كتاباته شكل دراسة علمية تبحث في سرّ هذه الظاهرة. عنوان الكتاب : "السفر الروحي العملي".
" سيلفان مولدون " ، ( 1915م 1950 ) ، من الولايات المتحدة ، ألف كتاب مع الكاتب " هيروارد كارينغتون " ، يحتوي على تجاربه الشخصية خلال رحلاته خارج جسده . طبع الكتاب في العام 1919م ، عنوانه :" خروج الجسم الروحي" .
" أليفر فوكس " من بريطانيا ، تحدّث عن تجاربه الشخصية خلال خروجه عن جسده. عنوان الكتاب : "السفر الروحي" 1920م .
" ج. ه . م وايتمان " ، قال في كتابه بأنه خرج عن جسده أكثر من 2000 مرة. عنوانه : "الحياة الروحانية" 1961م .
في العام 1954م ، كشفت دراسة أقيمت على طلاب قسم الاجتماع في جامعة ديوك ، أن 27 بالمئة منهم قد مرّوا بحالة خروج عن الجسد !.
أقيمت في عدة جامعات بريطانية دراستين منفصلتين على يد الباحثة " سيليا غرين " ، و كشفت الأولى عن أن 19 بالمئة قد مرّوا بهذه الحالة ، و الثنية كشفت عن 34 بالمئة !.
أظهرت دراسات مختلفة على يد الباحثين الاجتماعيين : " جون بالمر " و " م . دنيس " في العام 1975م ، أن 25 بالمئة من طلاب بلدة شارلتزفيل ، فرجينيا ، و 14 بالمئة من سكانها ادعوا بأنهم خاضوا بتجربة الخروج عن الجسد.
مصداقية هذه الظاهرة و واقعيتها :
قام الدكتور " دين شيلدز " بتحليل أكثر من ألف دراسة حول ظاهرة الخروج عن الجسد من 70 ثقافة مختلفة ( غير غربية ) . و أثبتت نتائج هذه الدراسة عكس ما كان يتوقعه ، فكان يتوقع ظهور تناقضات كثيرة في الروايات المختلفة المتعددة المصادر . أشارت النتيجة إلى وجود تطابق كامل في تفاصيل تلك الروايات المختلفة . و تأكد بعدها الدكتور شيلز بأن هذه الظاهرة هي عالمية و معروفة بين جميع الشعوب ، مما يدل على أنها ظاهرة واقعية .
الكثير من عمالقة الأدب العالمي الذين عاشوا في هذا العصر صرحوا للعلن في مناسبات مختلفة بأنهم خاضوا في تجربة الخروج عن الجسد ! مثل : أرنست همنغواي ، و د.ه. لورنس ، و ليو تولستوي ، و دويستوفسكي ، و تينيسون أدغر ألان بو ، و فرجينيا ولف ، و غيرهم ..
الدكتور " روبرت كروكوال " ، قام بدراسة تحليلية دقيقة لأكثر من 700 تقرير حول ظاهرة الخروج عن الجسد . و الذي أدهشه هو تطابق جميع محتويات هذه التقارير القادمة من جميع أنحاء العالم .
بعض القصص الموثقة علمياً :
سجلت للضابط البريطاني " أوليفر أويستون " ، حالة خروج عن الجسد حينما كان في حالة مرض شديد ( التيفؤيد ) في إحدى مشافي جنوب أفريقيا خلال فترة حرب البور في أوائل القرن الماضي . ( نالت شهرة واسعة في حينها ) .
شعر السيد أوليفر بأنه يرتفع عن السرير و يطفو في الهواء ، ثم اخترق الجدران ، و شاهد في إحدى الغرف المجاورة أحد المرضى الذين يعانون بشدة من مرض التيفؤيد . و في اليوم التالي ، بعد أن استيقض من غيبوبته ، أخبر الفريق الطبي عن ما حصل له و ما شاهده بالتفصيل . و بعد التحقق من ما وصفه السيد أوليفر في إحدى الغرفة المجاورة في الليلة السابقة اكتشفوا بان كل ما قاله كان صحيحاً !.
بلّغ البروفيسور " كيمبرلي كلارك " ، من جامعة واشنطن ، عن حالة خروج من الجسد نالت فيما بعد شهرة عالمية تحدثت عنها الوساط و المراجع العلمية . تمحورت حول امرأة مصابة بمرض القلب ، انفصل جسدها الأثيري جسدها الفيزيائي و ذهب في رحلة استكشافية إلى الطوابق العليا من المستشفى ، و انتهى بها الأمر إلى مستودع موجود في إحدى الطوابق و شاهدت فيه حذاء رياضي موضوع على إحدى الرفوف . و بعد عودتها إلى جسدها الفيزيائي و استعادت وعيها الكامل ، أخبرت البروفيسور كيمبرلي عن ما حصل و أعطته معلومات دقيقة عن الأماكن التي زارتها خلال غيابها عن الوعي . و بعد قيام البروفيسور بالتحقق من ما روته دهش لما احتوت روايتها من معلومات دقيقة . حتى أن الماركة الصناعية المكتوبة على الحذاء الرياضي كانت كما وصفتها تماماً !.
الدكتورة " أليزابيث كوبلر روس " ، ذكرت في إحدى دراساتها العديدة حول هذا الموضوع بأنه من بين الحالات التي مرّت عليها ، هناك حالات تتعلّق بأشخاص عميان فاقدي البصر تماماً حيث أنهم خلال خروجهم عن أجسادهم تمكّنوا من الرؤية بوضوح كل شيء حولهم ! و وصفوا بدقة كبيرة أمور كثيرة تم التأكّد منها و أثبتت صدق ما يقولون !.
بعض التجارب و الأبحاث المخبرية :
بعد تعاون الكثير من الاشخاص الموهوبين بقدرتهم على الخروج من الجسد مع بعض من رجال العلم ، تم إجراء اختبارات و أبحاث علمية مختلفة ساعدت في إدخال هذه الظاهرة إلى مجال العلم ( رغم عدم اعتراف المنهج العلمي بها ) .
نجح العلماء الهولنديون ، في أوائل السبعينات ، من تسجيل وزن الجسد قبل الخروج منه ، و خلال الخروج منه ، و بعد الخروج منه ، و اكتشفوا أن الوزن قد نقص بعد الخروج بمعدّل 2 أونصة و ربع الأونصة .
باحثون فرنسيون ، بما فيهم البروفيسور " ريشيه " ، أمضوا سنوات عديدة في دراسة هذه الظاهرة و علاقتها بالقدرة على تحريك الأشياء عن بعد ، و إصدار صوت طرقات خفيفة في أماكن بعيدة عن موقع الجسد ، و التأثير على ألواح فوتوغرافية و شاشات الكالسيوم ، بالإضافة إلى أنهم تمكنوا من تصوير عملية الخروج عن الجسد !.
باحثون آخرون في الولايات المتحدة ، بما فيهم " روبرت موريس " من مؤسسة الدراسات الوسيطية في نورث كارولاينا ، أمضوا سنتين كاملتين في دراسة ظاهرة الخروج عن الجسد بالتعاون مع أحد الموهوبين بهذه القدرة ، يدعى " كيث بلوهاري " ، الذي اعتاد على خوض هذه التجربة منذ طفولته . استطاع هذا الرجل ، بعد أن استلقى في غرفة معزولة ، من الخروج عن جسده والانتقال إلى منزل قريب من الموقع ، و استطاع خلال وجوده في ذلك المنزل أن يقرأ بعض الرسائل و حفظها في ذاكرته و من ثم العودة إلى جسده الفيزيائي و نقل المعلومات التي حصل عليها إلى الباحثين ! و قد نقل أيضاً أسماء الأشخاص الذين كانوا موجودين في المنزل و مواقع جلوسهم بدقة كبيرة !.
في العام 1965م ، أقام الطبيب النفسي " شارلز تارت " ، من جامعة كاليفورنيا ، اختبارات مختلفة حول " روبرت مونرو " الرجل الموهوب بهذه القدرة ، و كان هذا الرجل يعمل كنائب رئيس مؤسسة بث إذاعية ( ميوتوال ) ، و كان رئيساً لشركتين أخريين الأولى تعمل في مجال الإلكترونيات ، و الثانية هي محطة بث تلفزيونية ، و قد أخرج فيها أكثر من 600 برنامج تلفزيوني . و لم يمنعه انشغاله بكل هذه الأعمال و التزاماتها من ممارسة قدرته المميّزة في الخروج عن الجسد . كتب مونرو أكثر من ثلاثة كتب تتناول هذه الظاهرة التي تميّز بها . و وصف تجاربه المختلفة خلال خروجه من جسده ، بتفاصيل دقيقة و كانت دراساته المختلفة في هذا المجال مهمة جداً مما جعل المؤسسة العسكرية ( القسم السري ) تدخلها إلى منهجها التدريبي في برنامجها السري الخاص بالاستبصار و الرؤية عن بعد لأغراض التجسّسية . وهو ما أطلق عليه "مشروع ستانفورد".
وهذه إجابات عن أسئلة مفترضة حول الموضوع:
ماهو الإسقاط النجمي أو Astral Projection ؟
ببساطة هي حالة الوعي أثناء النوم أي أن الجسد فقط يكون نائماً بينما يكون عقلك في حالة يقظة تامة.
ماذا يحدث خلال نوم الجسد؟
يعتقد المشتغلون بالإسقاط النجمي بوجود جسد أثيري أو جسم من الطاقة ينفصل عن الجسم المادي حيث يبقى بقربه أثناء النوم. ويكون هذان الجسمان متصلين بحبل فضي يربط بينهما.
وله فروع عديدة أهمها:
- تجربة الخروج من الجسد ( Out of Body Experiences )
- الأحلام الواضحة أو الجلية (Lucid Dreaming )
- التخاطر (Telepathy )
- المشاهدة عن بعد (Remote Viewing )
ويعتبر الفرعان الأولان من أكثر الطرق ممارسة بين المهتمين بهذا الموضوع.
هل بإمكان أي شخص ممارسة الإسقاط النجمي؟
نظريا نعم، ولكن قد تطول أو تقصر المدة التي يقضيها الشخص في تعلم تقنيات الاسترخاء والتركيز وذلك حسب قدرات الشخص.
ما فائدة ممارسة هذا النوع من العلوم؟
أغلب الممارسين يقومون بذلك للمتعة ولكن هناك فئة أخرى تقوم بعلاج المشاكل النفسية وحتى علاج الأمراض عن طريق ممارسة الخروج من الجسد أو الأحلام الواضحة.
ماذا يمكنني فعله بواسطة الإسقاط النجمي؟
نظريا يمكنك فعل كل شيء يخطر ببالك. مثلا عند خروجك من البعد المادي ودخولك في البعد النجمي يمكنك السفر بين الكواكب والمجرات بسرعة تفوق سرعة الضوء. يمكنك تكوين عالم خاص بك وعلى كيفك ودخوله. يمكنك أيضا أن تتحكم بأحلامك وأن تجعل نفسك تعيشها وتتحكم بأحداثها. يمكنك أيضا أن تلتقي بأشخاص آخرين يمارسون الإسقاط النجمي ومحادثتهم. يمكنك أن تطير إلى بلدان أخرى والتمتع بها دون الحاجة إلى أن تحزم حقائبك.
باختصار، يمكنك فعل كل شيء.
هل توجد كتب تعنى بهذا العلم؟
مع الأسف الكتب العربية نادرة جدا وغير نافعة حيث تحوي قصصا وتجارب مترجمة فقط أما أفضل الكتب الإنجليزية في هذا المجال فهو كتاب
"Astral Dynamics: A New Approach to Out-of-Body Experiences "
ماهو الشعور الذي أحس به عندما أقوم بتجربة الخروج من الجسد؟
العديد من الممارسين يشعرون باهتزازات ذات طاقة عالية بالإضافة إلى الشعور بالشلل أثناء انفصال الجسم الأثيري عن الجسد المادي.
هل سيغير هذا العلم من معتقداتي الدينية؟
أبدا. بل إن هناك دراسة أجريت في بريطانيا أفادت أن من يمارسون الخروج من الجسد قد ازداد فهمهم لدينهم وقويت مشاعرهم الدينية
كيف يكون شعور الشخص وما الذي يراه عند ممارسة الإسقاط النجمي لأول مرة؟
ما تسمعه عن مقابلة أشياء مخيفة وسماع أصوات وازدياد سرعة نبض القلب غالبا ما تكون في التجارب الأولى فقط حيث أن شعورك بالانفصال عن جسدك سوف يكون غريبا وسوف يخيفك بعض الشئ، هذا الخوف سوف يولد ما يسمى ب "إسقاط الخوف" أي أن شعورك بالخوف سوف يتحول إلى وحوش أو أصوات أو أي شيء مخيف. يجب عليك أن تتذكر أنه في هذا البعد فإن كل شئ يتحقق بمجرد التفكير فيه.
بمجرد تعودك على الخروج من جسدك فإن مشاعر الخوف ستزول نهائيا وستزول معها تأثيراتها.
وعلى فكرة، هي ليست مرعبة جدا بإمكانك التغلب عليها بمجرد تجاهلها.
هل يمكنني الخروج والذهاب إلى العراق مثلاً والإضرار بالقوات الأمريكية؟؟؟
حسب ما أعلم فإنه يمكنك الذهاب ولكنك لن تستطيع فعل شئ وستكتفي بمجرد المراقبة. أذكر أني قرأت عن شخص قام بالتجول في غرفته أثناء خروجه من الجسد حيث حاول مرارا أن يشغل زر الإضاءة ولكنه لم يستطع. ومن الطرائف ان أحد ممارسي الإسقاط النجمي كان يحاول عبور الحائط، فوجد نفسه عالم غريب جدا، منزل خشبي وسط الغابة وأشجار ونهر... وفي الأخير اكتشف أنه لم ينتبه أثناء محاولته عبور الحائط فدخل في لوحة كانت معلقة على الجدار.
إذا قمت بزيارة شخص ما (لا يمارس الإسقاط النجمي) فهل يراك ؟ وكيف يكون شكلك (شبح، طيف، هالة، شكلك الحقيقي)؟؟
يمكن للأشخاص الذين يمارسون الخروج من الجسد رؤية بعضهم ولكن أن تذهب لشخص لا يمارسه فلا أظن أن بإمكانه رؤيتك إلا في حالة واحدة وهي أن يراك حينما يحلم أثناء نومه. أما كيف سيكون شكلك فإنه سيكون جسما من الطاقة أو ما يسمى بالجسم الأثيري.
أحد الباحثين في هذا الموضوع ينصح بعدم التفكير في رؤية أجزاء جسمك لأن عقلك الباطن سيولد صورة تخيلية لها وسرعان ما تجد أن يدك مثلا سوف تذوب وهذا بحد ذاته كفيل بأن يلخبط عليك رحلتك في هذا البعد وسوف يضيع تركيزك وبالتالي سيقطع عليك تجربتك..
ما هي الأبعاد التي يمكن دخولها عند الخروج من الجسد؟
هناك البعد المادي ( Physical Dimension) حيث يكون الشخص قادرا على مشاهدة العالم كما هو وبأحداثه التي تقع في نفس الوقت. مثلا يمكنك أن تذهب خارج المنزل وترى الناس منهمكين في أعمالهم بإمكانك أن تخبرهم أنهم كانوا يفعلون كذا وكذا. بعدها يمكنك أن تقوم بالدوران حول الكرة الأرضية والذهاب إلى القمر والمشتري وإلى المجرات المجاورة والبعيدة الخ...
البعد الآخر هو البعد النجمي ( Astral Dimension ) وهو البعد الذي يلي البعد المادي مباشرة. هذا البعد يلتقط أفكار وأحلام وذكريات وتقليعات كل كائن حي على وجه الأرض ويحولها إلى حقائق وكائنات. أي أن محتوى هذا العالم هو نتاج الطاقة الإبداعية الهائلة لدى كل إنسان ومخلوق. إنه عالم يصعب وصفه ولا سبيل لفهمه إلا بتجربته. هذا البعد يختلف عن البعد المادي بأن الوقت فيه يمكن التحكم فيه. فمثلا خمس دقائق في العالم المادي يمكن تمديدها إلى ساعات في البعد النجمي.
طريقة ممارسة الإسقاط النجمي
المكان:
قم باختيار غرفة هادئة جدا حيث لا يمكن لأي شيء أن يزعجك. إذا كان هناك بعض الضوضاء قم بتشغيل جهاز الراديو أو التلفزيون وأضبطه على موجة مشوشة بحيث تسمع وشوشة فقط واضبط مستوى الصوت بحيث لا يكون مرتفعا وإنما يكفي لتغطية صوت الضجيج الآتي من خارج الغرفة. لا تقم أبدا بتشغيل الموسيقى. تأكد أيضا من ملائمة درجة الحرارة لك مع ملاحظة أنك ستفقد بعض الحرارة أثناء القيام بالتجربة. تأكد أن يكون ضوء الغرفة ناعما وخافتا وليس مظلماً.
تحتاج إلى كرسي مريح ذو دعامات للذراعين ومسند مريح للرقبة مع وجود بعض الميلان للخلف. في وضع الجلوس يكون احتمال نجاح التجربة أعلى من وضع الاستلقاء. لا تنسى أيضا وضع وسادة تحت قدميك. جرب هذا الكرسي وعدل في أوضاعه حتى تحس أنك مرتاح عليه. من المهم أيضا ارتداء ملابس فضفاضة ونزع الساعة، الخواتم وأي شيء قد يسبب مضايقات. (وضعية الكرسي تشبه إلى حد كبير وضعية كرسي الحلاق).
يجب أن تكون متعبا بعض الشيء وليس متعباً جدا. لأن التعب البسيط يساعد في الاسترخاء أسهل وأسرع. ولكي تحصل على هذا الشعور قم بأداء بعض التمرينات المجهدة ثم قم بالاستحمام بالماء الدافئ المائل للحرارة ثم قم بالجلوس على الكرسي والاسترخاء. في هذه الحالة سوف يكون الجسد متعبا أما العقل فإنه سيكون يقظا وواعيا. إذا شعرت أن هناك بعض الريق الذي تجمع في فمك فابلعه حتى أثناء خروجك من الجسد.
عندما يأتي الوقت الذي حددته لنفسك لممارسة التجربة قم بإعطاء عقلك الباطن بعض الأوامر كأن تردد " الآن سوف أقوم بالاسترخاء التام والخروج من جسدي لفترة من الوقت ومن ثم سأرجع وأتذكر ذلك كله". قم بتمارين الاسترخاء وتمارين زيادة الطاقة حتى تشعر بتثاقل في جسمك وهذه الحالة هي بداية "حالة السمو". أوقف تمارين الاسترخاء وزيادة الطاقة وقم بالتركيز على التنفس حيث سيساعدك على طرد أية أفكار قد تجول بذهنك. وتذكر كلما زاد صفاء ذهنك من الأفكار كلما زاد احتمال نجاح التجربة.
سوف يبدأ صوت يشبه صوت النحلة (أزيز) داخلك وحولك. سوف يزداد إلى أن يتحول إلى اهتزازات قوية على حسب نشاط مركز الطاقة (Chakra) لديك. إذا كان مركز الطاقة نشيطا جدا فإن هذا الشعور سيكون مدهشا بل ومرعبا ( إذا لم تكن تعرف ما الذي يجري). ستحس بأن نبضات قلبك تسرع بشكل غير معقول. عليك أن تعرف بأن هذا ليس قلبك وإنما مركز طاقة القلب. ببساطة تجاهل هذا الشعور.
هذا الشعور سوف يصل إلى ذروته عندما يبدأ جسمك النجمي بالاستجابة. أنت الآن تخرج من جسدك مع شعور بسيط بالسقوط تحس به في بطنك. الاهتزازات التي كنت تشعر بها تتحول الآن إلى صوت يشبه صوت القط عندما يكون مرتاحا وهو صوت يشبه الشخير إلى حد ما. أنت الآن " تطفو" أمام أو فوق جسدك تفصل بينكما مسافة قصيرة "بضعة أقدام". أوقف جميع التمارين – ركز – وابق في وضع هادئ.
هذا رائع! سوف تقول لنفسك نعم لقد فعلتها وأشعر بشعور رائع جدا.
في المرة الأولى حدد وقت الخروج ببضع دقائق – مهم جدا – وأرجو أخذها بجدية.
تحرك في أنحاء الغرفة "ببطء". أنت في الحقيقة لا تملك أقداما تمشي بها ولا تحاول النظر إليها أبدا. قانون الجاذبية لا ينطبق الآن لذلك كن حذراً. فقط حاول أن تتحرك في غرفتك ببطء (لا تفكر كيف تتحرك ولكن أفعلها وحسب).
حافظ على السيطرة على عقلك. لا تتحمس كثيرا ولا تتخيل أو لا تتوقع أن ترى شيئا في الغرفة لم يكن موجودا أساساً. هذا أمر مهم حتى لا تقع في تأثير "أليس في بلاد العجائب". ولو تعرضت لهذا التأثير فسوف لن تتذكر أي شيء من تجربتك.
تعلم أن تزحف قبل أن تتعلم أن تطير. تستطيع الذهاب أبعد من غرفتك ولكن من المهم أن تحدد التجربة الأولى بما ذكر سابقا. الرجوع سوف يكون سهلا: ببساطة تحرك إلى جسدك وسوف تتم رحلتك ولكن مهلا.
انهض فوراً وسجل تجربتك في دفتر أو ورقة ما .
سوف تحتاج إلى الكلمات الأساسية فقط فلا تتعب نفسك بكتابة مقالة كاملة.
الشروط الأساسية اللازمة لنجاح تجربة الخروج من الجسد:
هناك ثلاثة شروط أساسية ومهمة لكي تكون التجربة ناجحة وهي :
- القدرة على الاسترخاء 100% والبقاء في وضع الوعي.
- على الشخص أن يكون قادراً على تحريك نقطة الوعي إلى خارج الجسم.
- يجب أن يكون لدى الشخص طاقة ذهنية كافية كي يكون قادرا على التحكم بالرحلة النجمية وبأحداثها.
مخاطره
مخاطر الخروج من الجسد أو الإسقاط النجمي متعددة، يلخصها الوسيط الباحث أوليفر فوكس Oliver Fox في سبعة احتمالات وهي :
1. حدوث هبوط في القلب .
2. حدوث خطأ في تشخيص الحالة بأنها وفاة ، وبالتالي دفن الشخص دفناً متعجلاً .
3. حدوث إحساس وقتي بالضيق .
4. حدوث نزيف في المخ .
5. انفصال الحبل الأثيري الذي يصل بين الجسدين الفيزيقي والكوكبي ، وهذا معناه حدوث الوفاة ( الطرح الروحي النهائي ) .
6. تأثر الجسد الفيزيقي بما قد يعانيه الجسد الكوكبي من متاعب .
7. ويذهب علماء الدين إلى إمكانية حدوث مس أو استيلاء على الجسد الفيزيقي بمعرفة كائن غير متجسد (جن) وهو ما يرفضه العلماء الذين يدحضون فكرة وجود الجن.
أقدم لكم هذا النص المترجم من كتاب (Traité Sur la Projection astrale) أي (بحث أو رسالة حول الإسقاط النجمي ) للمؤلف Robert Bruce الذي يحكي عن تجربته الشخصية في الطرح الكوكبي:
تجربتي مع الاسقاط النجمي:
تجربتي الأولى في الاسقاط النجمي عن طريق الحبل:
هذه قصتي مع تجربتي الأولى التي استخدمت فيها الاسقاط النجمي عن طريق تخيل الحبل و هي نظرية لي فقد طورتها لأجعلها قابلة للتطبيق.
كنت ممدا على سريري، وفكرت في نظريتي الجديدة، فقد عملت في تقنية جديدة للإسقاط النجمي ليستخدمها المكفوفين. هذه التقنية لا تعتمد إطلاقا على التصور البصري المجسم. وقد إهتديت إلى فكرة تعتمد على الإحساس اللمسي هذا الاحساس الذي سيضغط على الجسد النجمي ، لأن التخيل الحسي قوي وجد متطور لدى العميان أو المكفوفين.
تركت نفسي ممدا فوق سريري بعض دقائق،وما هو يجول روحي فكرة ثابتة وهي إسترخائي التام واستعدادي أن أكون قريب النوم، ثم قررت التجربة، لأنظر في إمكانية هذه تطبيقها على أرش الواقع.
ملاحظة: لم أحضر نفسي مسبقا بالتمارين المعهودة التي تقام قبل الاسقاط النجمي العادي مثل الاسترخاء العميق، الهدوء العقلي، تمارين حث الشكرات لجعلها نشطة. فقط أريد تجربة إمكانية ممارسة الضغط على الجسدي النجمي بواسطة نظريتي الجديدة. (أي ممارسة الاسقاط النجمي بواسطة تخيل الحبل ـ تعليق جمال القمر).
تخيلت حبل غليظ يتدلى فوق صدري ثم مددت يداي الخيالية متخيلا تسلقه، متشبتا به يد بعد يد وبدأ إحساس بالدوار على مستوى معدتي أي بطني وفي القسم الأعلى من جدعي، وكذا إهتزازات في داخل هيكلي العظمي، مثل وخزات في ذراعي ورجلاي.
تركت جانبا كل التصورات وهذه الأحاسيس وركزت فقط في عمل صعودي تسلقي عبر الحبل الوهمي. وشعرت بضغط قوي على جسدي النجمي، فبدا رأسي النجمي ينفصل عن رأسي الحقيقي ويتبعه جدعي النجمي هو الآخر يصعد عبر الحبل متتبعا يداي النجمية نحوى الأعلى عبر الحبل الوهمي وبدأت موجات دماغي نزلت إلى مرحلة ألفا وبدأ جسمي يثقل أكثر فأكثر وعرفت أنني أدخل في حالة غشية أو غفوة (transe).
واصلت صعودي عبر الحبل وأنا أتعمق في غشيتي ( Transe Profonde ) وأضحى جسدي في حالة تخشب (Paralysé) مع استمرار تسلقي عبر الحبل الوهمي بدأت شكراتي تنفتح وتطلق إهتزازات و وأدهشني الأمر وتعجبت كثيرا من نفسي! فقد بدأت منذ دقائق فقط !!!وواصلت تسلقي بسرعة وجسدي النجمي ينفصل عن جسدي المادي إلى أن انفصل كليا وأصبحت حرا طليقا.
إنه أمر مختلف تماما عن باقي الاسقاطات النجمية الأخرى المألوفة.
إن تأثير الاسقاط النجمي لحظة وقوعه يصعب وصفه بدقة وإنما استخدمت الأسلوب الأدبي لكي أقرب الفهم للقارئ.
طفت فوق جسدي الفزيائي مع وعي التام بوجودي في فراشي، ثم تحركت بعيد عن جسدي لأخترق جدار غرفتي لأنتقل إلى غرفة الاستقبال المضيئة جدا لأن غرفتي مظلمة تماما. وفجأة وجدت نفسي في عالم غريب جدا عني فقلت في نفسي: أين أنا؟؟؟؟
ضوء ضعيف متفرق في ضباب كثيف يحتويني. عمارة ضخمة تقف أمامي ذات غرف قديمة وهذه العمارة محاطة بمدينة لها سياج من قضبان ضخمة. واخترقت هذا السياج وأنا متحير في هذا المشهد ونظرت حول المنزل وشاهدت إنعكاس العمارة في ببركة مشعة بجانب المنزل.
هذه الأشياء ليس لها أي معنى بالنسبة لي وبدأت أتضايق، إذن حاولت الإنتقال إلى مخطط آخر من الحلم. شاهدت يداي، وعملها العادي ورأيتهما بيضاء مصفرة وهمية، وبدأتا تذوبان كذوبان الجليد أمام الحرارة العالية. أصابعي بالتوالي تتلاشى. ثم ركزت ذهني في تنشأتهما من جديد و بدأتا ذراعي تنشأن من جديد وركزت على تجسيمهما وبدأت فعلا في التجسيم إلى أن أصبحتا كاملتين.
أصابني الذهول من كل ما حدث وقلت في نفسي: كيف استطعت التكيف مع هذه الأحداث؟ لقد كنت في داخل صورة !!!!! لدي صورة كبيرة معلقة في جدار غرفتي في الجهة التي أردت اختراقها للوصول إلى غرفة الاستقبال المضاءة.هذه الصورة تظهر لي مدينة قديمة محاطة بسياج ضخم وخلفها بحيرة والكل يسبحان في ضوء الفجر وهذا مما لا شك فيه أنني كنت في داخل تلك الصورة. تضايقت كثيرا.
ثم حولت تركيزي إلى جسدي الفزيائي، ودائما بإمكاني الاحساس به ، حاولت تحريك فمي وعيني وهذه الحركات ترجعني بسرعة إلى جسدي الفزيائي ثم جلست في سريري محاولا تذكر وتسجيل كل ما جرى في هذه التجربة.
أخذت قسط من الراحة أعدت مرة أخرى تجربة الاساقط النجمي بواسطة تسلقي للحبل الوهمي وفي خلال دقيقتين أصبحت خارج جسدي، رائع..رائع! ــ قلت ذلك في نفسي ــ ثم حمت حول جسدي الفزيائي ومسحت غرفتي. وفي الظلمة إقتربت من الصورة المعلقة في الجدار إنها التي اخترقتها بالصدفة.اقتربت منها لأتاكد فعلا أنني كنت فيها إقتربت منها أكثر فأكثر وهي تكبر أمامي أكثر فأكثر وخامرني إحساس أنني سأتحد بها وبدلا من اختراقها فقد دخلت فيها وعدة مرة أخرى إلى ذلك المنزل المحاط بسياج وخلفه بركة والغريب أنه كل شئ بدأ حقيقي أحسست بالخشب أو السياج المحيط بالمنزل وحتى الهواء مختلف ورائحة الخشب القديم تنبعث من السياج القديم ثم بعد ذلك تركت الصورة لأعود إلى جسدي الفزيائي محاولا تسجيل هذه الرحلة من ذاكرتي .
هنا اكتشفت الإسقاط النجمي الإفتراضي (la 'Projection de Réalité Virtuelle' (PRV). هذه التقنية ما زالت في ساحة أوهام الطفولة وهي طريقة لتكبير و إنشاء عالم بمقايسنا وإنني أحاول القيام بالتجارب في المستقبل القريب لتوضيح بعض النقاط الغامضة في هذه التجربة.
ها هي الأن الشمس تغرب وراء الغيم مخلفة وراءها الشفق الأحمر الذي يعكس حمرة شكرتي الجذرية وقد آن الأوان العودة إلى مركبتي النجمية لأجوب الكون طولا وعرضا باحثا عن الحق والخير والجمال الإلهي الذي يحولني إلى صوفي رغم أنف المعارضين.