بسم الله الرحمن الرحيم
"أين اللغة العربية في حياتنا؟"
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على محمد النبي الأمين وبعد: إن مما يتركه لنا الإستعمار من سموم بعد انسحابه عسكريا من ديارنا مخلفات كثيرة، ومنها سموم لسانه، الذي كان يذبحنا به بعد سلاحه، فالمؤسف أننا نرى في ديارنا من يتبنى اللسان الأعجمي، ويدعو إليه، ويمجده، ويفتخر به، ويعتز به، ويفرح به، وممن يتكلم به، والغريب من هؤلاء أنهم يعدون ذلك ثقافة، وعلما، وحضارة، وتقدما، وازدهارا، ومن تحدث به يقدم، ويحترم، ويوقر لأن الناس ينخدعون بمن يكلمهم بغير لسانهم، بل يعدونه عبقريا أو عظيما، والكلام باللغة العربية عندهم تراجع إلى الوراء، وتزمت، وتحجير على العقول، والألسن، وتنطع، وتخلف، ولقد حذر السلف عن مثل هذا الإعتزاز الشيطاني، كما روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال: [ إياكم ورطانة الأعاجم]، قال الفيروزآبادي : "والرطانة الكلام بغير اللغة العربية "، فنحن لنا شخصيتنا، ولنا هويتنا، ولنا انتماءنا، وهي في الحقيقة من مروءتنا، وكياننا بعد ديننا، قال عمر رضي الله عنه : [ الكلام بالعربية يزيد في المروءة]، فاللغة العربية هي بهاء الدين، وجمالها الناصع، ونقاءها الساطع، واللسان العربي هو اللسان الذي أنزل الله به القرآن الكريم، وهو اللسان الذي تكلم به الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه عربي، وبه بعثه الله تعالى إلى العرب والعجم، ولقد وصف الله تعالى كتاب الذي أنزله باللسان العربي فقال جل جلاله :{ قرآنا عربيا غير ذي عوج}، وكما قال تعالى كذلك : { بلسان عربي مبين}، والنطق به من صميم عقيدة الولاء لله، ولرسوله، وللإسلام والمسلمين، والكلام باللسان العربي من أنواع البراءة من الكفر والكافرين عدم الإعتزاز بلسان من يرفض ديننا، ويحارب أمتنا، ويدمر ديارنا، ويقتل شعوبنا، ويسحق حضارتنا، فلا أحد ينكر الكلام بغير العربية، لأن اختلاف الألسن من آيات الله كما قال تعالى:{ ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم...}، وإنما الإنكار يكون على من يريد أن تكون اللغة العربية غير رسمية أو رسمية في الأوراق غريبة على اللسان والمجتمع، والبيوت والمجتمعات، وكثير من أعداء العربية لا يواجهون بصراحة اللسان العربي، ولكنهم يحطمونه بقيود ومضيقات، وقد ورد في الحديث:[ من كان يحسن الكلام بالعربية فلا يتكلم بالأعجمية فإنه يورث النفاق في القلب] وقال تعالى :{ إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}، وكما قال السلف : " الكلام بالعربية يزيد في العقل".
اذا اين هي اللغة العربية في حياتنا
و في انتظار اراءكم و نقاشكم
دمتم في حفظ الله و رعايته و
السلام عليكم