مفهوم عيد الحب

بعض المصادر تشكّك في وجود شخصية (القدّيس فالنتين) في الأساس وتعتبره أسطورة أيضا لا حقيقة.. إلا أن هناك عدة روايات تؤسس لهذه الأسطورة..
أشهرها..
أن الإمبراطوار الروماني "كلوديوس الثاني" كان وثنيا وكان (فالنتين) من دعاة النصرانية.. وحاول الامبراطور إرغامه عنها إلها أنه ثبت عليها فأعدم في سبيلها في 14 فبراير 270م ليلة العيد الوثني الروماني (لوبركيليا)..

ولما دخل الرومان في النصرانية أبقوا على العيد الوثني الروماني ولكن ربطوه بيوم إعدام "فالنتين" 14 فبراير بدلا من 15 فبراير.

ولأن الأساطير الوثنية عند الأمتين الرومانية والنصرانية كثيرة جدا كما هو ظاهر لكل مطلع على كتبهم وتاريخهم ومنطلقاتهم العقدية.. فنحن لا يهمنا في كثير أو قليل ما جاءت به الأسطورة وما انبني عليها من احتفال وتقديس.. كعقلاء اولا.. وكمسلمين ثانيا.

المثير في الأمر أن الرهبان الكاثوليك ثاروا على هذا التقليد واعتبروه مفسدا لأخلاق الشباب والفتيات بما يتضمنه من مظاهر احتفال سنعرض لها فيما بعد.. فتم إبطاله في مدينة الرومان المقدّسة ومعقل النصرانية في إيطاليا..

ولا يعلم على التحديد متى تم إحياؤه من جديد ؛ إلا أن بعض المصادر تشير إلى انتشاره من جديد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

وربما كانت "الماسونية" هي المسئولة عن بعث هذا الاحتفال من جديد لما تهدف إليه من هدم للأديان بما في ذلك المسيحية والإسلام.

ثم انتقل هذا العيد إلى بلادنا التي ما كانت تعرفه ولا كان يعرفها.. ليحتفل به شبابنا ممن لا يعلمون عن أصله شيئا ، ولا يهمهم أن يعلموا !

بل غاية احتفالهم به الشهوات والعلاقات المحرّمة التي يحققها لهم هذا الاحتفال بهذا اليوم.

ولأن لكل عيد مظاهره الخاصة.. والتي تعبّر في خلفيتها عن معتقدات مؤسسيه والمحتفلين به.. فهاهي مظاهر الاحتفال بيوم القديس فالنتين :
1- إظهار البهجة والسرور. (أليس عيدا؟! ألا يحصل المرء فيه على شهوات لم لتكن لتتاح له في ظروف أخرى.. أليس هذا كافيا لإشاعة البهجة والسرور !!!!!!).
2- تبادل الورود "الحمراء" وكل ما من شأنه أن يكون ذا لون أحمر (والأحمر له دلالته من حيث العشق والجنس)..
ثم هو مظهر أساسي من مظاهر الاحتفال بالعيد الروماني الأساسي (لوبركيليا) حيث كان يذبح كلب وعنزة وتلطخ أجساد الشباب بدمهما.. قبل غسل الدم باللبن حسب مراسم الاحتفال حينها.
3- توزيع بطاقات التهنئة كتابية أو رقمية.. وأغلبها يحمل صورة "كيوبيد" (طفل له جناحان يحمل قوسا ونشابا)
وهو إله الحب عند الأمة الرومانية الوثنية المؤسسة لهذا العيد.
4- الحفلات الجماعية الراقصة (نهارية وليلية) في العديد من دول الغرب النصراني.

وغيرها من المظاهر التي تسربت إلينا مع مقدم فكرة الاحتفال بـ
(عيد الحب) = (يوم القديس فالنتين).

كان ما سبق.. هو بعض المعلومات الموثّقة من قِبل الباحثين بخصوص هذا اليوم وأصله ومظاهره..

وأما فيما يخص موقفنا من هذا اليوم (يوم الفالنتين) = (عيد الحب)..

فالأصل والطبيعي جدا ألا يكون هذا اليوم عندنا يوما مشهودا..
بل هو كسائر الأيام..

لأنه ليس في ديننا ولا في تراثنا ولا في تكويننا الفكري والعقدي ما يربطنا به من قريب بعيد أو يجعلنا نهتم له من الأساس فضلا عن أن يحتفل بعضنا به.

وقد رأينا فيما سبق عرضه أنه
روماني النشأة أسطوري الطابع ثم نصراني الصبغة..

وحتى لو ثبت أنه كان بمناسبة إعدام القديس "فالنتين" فمالنا وماله؟!
وما علاقتنا نحن المسلمين بذلك ؟!

إننا كمسلمين لا نؤمن بالأساطير والخرافات بشكل عام.. وبالتالي من الطبيعي أن يكون تجاوبنا معها معدوما تقريبا.. ولذا فإنّ من يحتفلون بهذا اليوم من المسلمين ربما لا يعلمون شيئا عن الأساطير المؤسسة لهذا العيد..

وإنما دافعهم الأساسي كما سبق ووضحنا هو الشهوات والعلاقات الممنوعة في المقام الأول.. ثم التقليد لغيرهم بما جاءت إليهم به رياح السَموم.