السلام عليكم
تحياتي لكم ...
كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن الصين والهند وروسيا تتصدر قائمة أكثر عشر مناطق ملوثة في العالم، حيث توجد بكل دولة من هذه الدول الثلاث مدينتين من أكثر مدن العالم تلوثاً، بينما المدن الأخرى تقع في بيرو، وأوكرانيا، وزامبيا وأذربيجان.
وقالت الصحيفة، إن "لينفين" و"تيانينج" هما أكثر المناطق تلوثاً في الصين، بسبب نوعية الهواء السيئة، واشتهارهما بصناعة المعادن، بينما تعد "سوكيندا" و"فابي" الأسوأ في الهند، بسبب صناعة التعدين وغير ذلك من الصناعات الملوثة للهواء. وفي روسيا تعتبر "نوريلسك" و"دزيرزينسك"، الأكثر تلوثاً بسبب صناعات الأسلحة والبتروكيماويات.
معهد "بلاك سميث"، أصدر مؤخراً تقريراً حول أكثر 30 مدينة ملوثة في العالم، وقام بتصنيف أعلى 10 مدن تعاني من الأشكال المختلفة للتلوث رغم اختلافها من حيث جغرافيتها وعدد سكانها. وقال "ديفيد هانراهان" مدير الأبحاث العالمية بالمعهد إن جميع المدن التي تضمنها التقرير تمثل معدلات فائقة التلوث وخطيرة للغاية على صحة الإنسان، فيما أشار "ريتشارد فولير" مدير المعهد إلى أن أخطر تداعيات هذا التلوث، تتمثل في الزيادة الهائلة في أعداد المصابين بأمراض الربو والقلب والفشل الكلوي، وارتفاع حالات الوفاة، وخاصة بين الأطفال.
وفيما يتعلق بأهم أسباب التلوث، كشف التقرير أن التعدين كان هو السبب الأكثر تكرارا في كافة المدن، إضافة إلى صناعات البتروكيماويات والأسمنت، وعدد آخر من الأنشطة الصناعية الملوثة، مشيراً إلى أن المدن الصينية تصدرت قائمة المدن ذات الهواء الملوث في العالم، وعلى سبيل المثال، فإن إحراق الفحم في الصين يتسبب في نشر حوالي 540 طنا متريا من الزئبق في الهواء كل سنة، وهو ما يشكل نحو ربع الانبعاثات غير الطبيعية من الزئبق في العالم.
والمشكلة هي أن النمو المتواصل للاقتصاد الصيني يهدد بتفاقم المشاكل البيئية للصين وجيرانها، لما يترتب على هذا النمو من زيادة في نسبة النفايات والعوادم الصناعية الضارة، التي تزيد من تلوث الهواء والمياه والتربة، فضلاً عن أن ارتفاع مستويات المعيشة يزيد من إقبال المواطنين على الاستهلاك وشراء السيارات، وغير ذلك من الأنشطة الملوثة للبيئة.
وفي الهند، يرجع السبب الرئيسي في التلوث إلى زيادة معدلات التصنيع في مجال التعدين، واستمرار الاعتماد على الفحم في هذه الصناعة، وإذا كان التحول إلى التصنيع عوضًا عن الزراعة بغية تحقيق النمو الاقتصادي له فوائده، فإنه في المقابل يزيد من التلوث الصناعي.
وبالتأكيد، فإن الفقراء هم الأكثر تضررًا من هذا التلوث، فسبل تفادي خطر تلوث المياه بمخلفات المصانع والنفايات السامة منعدمة لديهم بسبب محدودية دخولهم وعدم استطاعتهم تغطية تكاليف العلاج رغم الدعم الحكومي، كما أن المناطق الريفية هي أكثر المناطق تعرضًا لاستيطان الصناعات الملوثة للبيئة، حيث لا تتوفر بها إجراءات السلامة التي تحقق حدا أدنى من الحماية ضد التلوث الصناعي