زيارة مومن إلى أوروبا لن تقتصر على إقناع الرافضين بالانضمام إلى المنتخب
أصيب حسن مومن مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، بخيبة أمل كبيرة بعد علمه بخبر إصابة المحترفين عادل الشيحي لاعب إف سي كولون الألماني وجواد الزاييري لاعب أولمبياكوس اليوناني، وتاعرابت مهاجم نادي كوينز بارك رينجرز بعد أن كان يضعهم ضمن قائمة اختياراته لمباراة الغابون الخاصة بتصفيات كأسي العالم في جنوب إفريقيا وأمم إفريقيا في أنغولا. وحسب مصدر مقرب من مومن فإن إصابة اللاعبين، ستفرض عليه البحث عن خيارات أخرى بديلة، خصوصا أن التوجه العام الذي تسير فيه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يروم إجراء تغييرات جوهرية على لائحة اللاعبين الذين تسببوا بشكل أو بآخر النكسات التي تعرضت لها الكرة المغربية في الفترة الأخيرة، على اعتبار أن الجيل الحالي استنفد كل طاقاته. وتتحدث المصادر بهذا الخصوص عن مخطط جديد يجري تداوله ويتوجه صوب الإبقاء فقط على بعض اللاعبين الذين شاركوا في نهائيات بطولة إفريقيا بتونس سنة 2004، مع إجراء تغييرات جوهرية في صفوف باقي اللاعبين الذين انضموا إلى المنتخب بعد هذا التاريخ.
وإذا كانت إصابة اللاعب اللاعبين الشيحي والزاييري قد أقلقت فعلا مومن ومساعديه، فإن إصابة تاعرابت هي الأخرى أقلقت جميع أعضاء الطاقم التقني للمنتخب، وجعلتهم يتريثون قليلا قبل اتخاذ القرار النهائي في توجيه الدعوة إليه لتعزيز صفوف المنتخب خلال مباراة الغابون، خصوصا أن تلك الإصابة فرضت عليه الخلود إلى الراحة لمدة ثلاثة أسابيع، وهو ما قد يضر بجاهزيته البدنية، في مباراة تعد مصيرية للمنتخب المغربي، الذي سيحكم عليه بالغياب عن بطولة أمم إفريقيا بأنغولا في حالة تحقيقه نتيجة التعادل أو الهزيمة.
وتحضيرا لذلك فقد غادر حسن مومن أرض الوطن في اتجاه بعض الدول الأوروبية قصد فتح قنوات الاتصال مع مجموعة من اللاعبين الرافضين لحمل قميص المنتخب المغربي، أو الذين لازالوا مترددين في ذلك. والواضح أن زيارة مومن لأوروبا تأخذ طابعا استراتيجيا ومستقبليا، حيث أنه يركز على مستقبل المنتخب وليس على حاضره رغم أن تعاقده مع الجامعة لا يتجاوز نهاية العام الجاري، وهو ما يدخل كما أسلفنا في خطة تجديد الدماء وإعداد منتخب بديل تحضيرا لمونديال 2014. فاللاعبون الذين سيجري التفاوض معهم وإقناعهم باللعب للمنتخب تتوفر فيهم مجموعة من المواصفات، وهي الفعالية وصغر السن والقدرة على التأقلم مع الأجواء الإفريقية، وهي موصفات تتوفر في عدد كبير من اللاعبين الذين شاركوا في بطولة العالم للشبان بهولندا. فضلا عن لاعبين آخرين تألقوا في سماء الكرة الأوروبية.
لكن الواضح أن ثمة فروقا كبيرة بين الزيارة التي يقوم بهام ومن لأوروبا وبين زيارة عدد من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب المغربي، حيث أن هامش التفاوض متاح أمامه بشكل كبير، وهو ما يعطي لزيارته بعدا استراتيجيا، على اعتبار أن المنتخبات الأوروبية التي تسرق المواهب المغربية تقدم لهم هي الأخرى وعودا معسولة كي يغيروا جلدهم وأقمصة وطنهم.
