منتدى المغاربة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
نموذج تحليل قولة مرفقة بسؤال
نموذج تحليل قولة مرفقة بسؤال Sansre7y

 

 نموذج تحليل قولة مرفقة بسؤال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
wafae
المدير العام
المدير العام



عدد المساهمات : 1266

نموذج تحليل قولة مرفقة بسؤال Empty
مُساهمةموضوع: نموذج تحليل قولة مرفقة بسؤال   نموذج تحليل قولة مرفقة بسؤال Emptyالأحد 4 أبريل - 7:49

" نعرف الحقيقة لا بواسطة العقل فقط ، ولكن أيضا بواسطة القلب" . اشرح مضمون القولة وبين أبعادها.

كثيرا ما نجد في حياتنا اليومية بعض المعارف أو المسلمات التي لا نبذل أي جهد في البحث عن حقيقتها ،أو التساؤل عن مدى صحتها ، حتى اختلطت علينا الأمور ولم يعد بمقدورنا الفصل والتفرقة بين ما هو صواب وما هو خطأ ، بين ما هو عيب وبين ما هو عادي ، بين ما هو منبثق من مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا وبين ما هو دخيل علينا ، حتى أن بعض العادات والتقاليد باتت تختلط بأفكار مدمرة ، ونحن عاجزين عن تغييرها أو حتى الإفصاح عن مشروع لتصحيحها ، بدعوى أنها رأي العامة ، فهل الرأي حقيقة ؟ لعل بين طيات هاته القولة إجابة عن هذا السؤال ، وهي تتأطر ضمن مجزوءة المعرفة ، ومفهوم الحقيقة خاصة محور الرأي والحقيقة ، فما علاقة الرأي بالحقيقة ؟ وهل العقل وحده كاف لبلوغ الحقيقة؟

هل لا بد من حضور العقل وحده لنقول أننا نتحدث عن حقيقة ؟ قبل التفصيل في هذا السؤال ينبغي أولا تحديد المفاهيم المكونة للقولة ، فنجد أولا مفهوم الحقيقة وهذا اللفظ ينتمي أساسا إلى مجال الخطاب ، إذ تدل على ما نبنيه من حكم على الواقع أو ظاهرة ما ، ثم مفهوم العقل ، وهو ملكة الحكم والتمييز بين الصحيح والخاطئ ، بين الخير والشر ، وقد يقصد به أيضا المبدأ العام الذي يضفي الوحدة والنظام على كل المعارف والمعطيات الحسية ، وأخيرا مفهوم القلب والمقصود به هنا كل ما يتعلق بالإحساس وبالرأي الخاص، ولقد تضمنت هاته القولة قضية مفادها أنه لا ينبغي إقصاء المعارف الناتجة عن الإحساس والغير مبرهن عليها بدعوى أنها غير خاضعة للعقل ، مع نفي احتكار هذا الأخير للمعرفة ، وأيضا للحقيقة ، ولعل الحياة اليومية وما نعيشه من تجارب خير دليل على أن ما نعرفه بالإحساس والعواطف وأيضا ما نسميه بالرأي طالما يؤدي إلى اكتشاف الحقيقة ، أو يصبح حقيقة في حد ذاته ، فالقلب يشعر ولا يفكر ، والعقل يفكر ولا يحس ، بالتالي وجب تداخل هؤلاء لإنتاج الحقيقة ، ولعل في هاته القولة رهان على أن الحقيقة يمكن بلوغها بالقلب أو بالإحساس أو بالرأي الخاص ، من هنا يتبادر إلى ذهننا سؤال بما أن الرأي والإحساس قد يختلف من شخص لآخر فهل معنى هذا أن الحقيقة هي نتاج لهذا التغير ؟ وأي معنى سيصبح للحقيقة إن كانت هي ذاتها متغيرة ؟ ألا يفسد الرأي الحقيقة ؟
للإجابة عن هاته الأسئلة سوف يتم استحضار بعض المواقف، سوف أستهلها بموقف ليبنز الذي يربط بين الحقيقة والاحتمال هو يشيد بأهمية الرأي ودوره الأساس في عملية تشكيل المعارف ، وخير دليل على ذلك الدور الذي لعبه عبر التاريخ ، ولعل هذا ما دفعه إلى التفكير في علم خاص بالاحتمالات والآراء المؤسسة عليها ، لأن لها حقيقة شانها شان العلوم البرهانية ،وفي إطار معالجة الفارابي لعلاقة الحقيقة بالرأي ، نجده يقر بوجود علاقة تناقض ، فبادئ الرأي هو شيء يتقاسمه كل الناس ، وهو قائم على الانطباعات الحسية ،وعلى ما هو سائد من المعارف والأفكار المتداولة بدون فحص برهاني بالتاي يمكن نعت الرأي بأنه المعرفة العامية ، أما اليقين فلا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق المعرفة الخاصة والتي هي من اختصاص الفلسفة لما تضمه من أسس برهانية، هكذا يتبين أن الرأي عاجز عن الوصول إلى الحقيقة اليقينية الشيء الذي تستطيعه الفلسفة فقط ، أما باشلار فنجد أن موقفه تعبير صريح بضرورة إلغاء دور الرأي في المعرفة ، ذلك أنه مبني على أن الرأي دائما خاطئ، بالتالي فهو لا يِؤدي إلى المعرفة ، لأنه نوع من التفكير السيئ، أو أنه ليس تفكيرا على الإطلاق. وليس تاريخ العلوم إلا تاريخ دحض وهدم مستمرين للرأي أو بالأحرى لبادئ الرأي الذي يعد واحدا من أقوى العوائق الابستملوجية ومن حيث كونه فكرا تفرزه الحياة اليومية الغارقة في البراغماتية، فإن الرأي يكتفي بترجمة الحاجات إلى معارف من خلال تعيينه للأشياء وفق منفعتها فيحرم نفسه بذلك من معرفتها.

يتبين من خلال التحليل والمناقشة أن البعض يقرون بأهمية الرأي في بلوغ الحقيقة ، والبعض الآخر يرى فيه تضليلا ووهما يصيب المعرفة ، والبعض يرى أن الحقيقة لا تتم إلا عند الخاصة أي الفلاسفة ، وأساس هاته التصورات هو اختلاف وجهات النظر ودرجة أهمية المعارف العامة ، أما بالنسبة لي فأرى أن الرأي – في بعض الأحيان – قد يوصل إلى المعرفة ، إلا أن تغير النظرة إلى العالم وإلى الأشياء وتغير الأحاسيس قد يؤدي إلى اختلال الحقيقة ، بل وارتباطها بالنفعية وبالظرفية ، فهل الحقيقة ثابتة أم أنها متغيرة بتغير أهميتها ؟ وأي قيمة ستبقى إذن للحقيقة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نموذج تحليل قولة مرفقة بسؤال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نموذج تحليل نص فلسفي
» القولة المرفقة بسؤال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المغاربة :: القسم العام :: منتدى الباكالوريا المغربية-
انتقل الى: